الأحد، ١٠ يوليو : أفْراهاط الحكيم
تعرّضَ الرّب يسوع المسيح للاضطهاد تمامًا مثل الأبرار في العهد القديم، كي يجدَ المُضطَهَدون اليوم العزاء، وهم الذين يُضطَهَدون من أجل اسم الرّب يسوع المسيح المُضطَهَد. فقد قالَ لنا بنفسه: “إذا اضطَهَدوني، فَسيَضطَهِدونَكم أيضًا. إذا اضطَهَدوكم، فلأنّكم لستم من العالم كما أنّي لستُ من العالم” (يو15: 19-20؛ 17: 14). وفي مكانٍ آخر، قالَ لنا أيضًا: “سيُسلِمُ الأخُ أخاه إلى الموت، والأبُ ابنَه، ويَثورُ الأبناءُ على والِديهم ويُميتونَهم، ويُبغِضُكم جميعُ الناسِ من أجلِ اسمي”. (مت 10: 16-17) كما علَّمَنا أيضًا: “تُساقونَ إلى الحكّام والملوك من أجلي، لِتَشهَدوا لديهم ولدى الوثنيّين. فلا يُهِمَّكم حين يُسلِمونَكم كيف تَتكلَّمون أو ماذا تقولون، فسَيُلقى إليكم في تلك الساعة ما تَتكلّمونَ به. فَلَستم أنتم المُتكلِّمين، بل روحُ أبيكم يتكلّمُ بِلسانِكم”.(مت 10: 13-14) هذا هو الرُّوح الذي نطقَ بلسان يعقوب حين تحدّثَ إلى عيسو مُضطَهِده؛ روح الحكمة الذي نطقَ بلسان يوسف المُضطَهَد أمام فرعون؛ الرُّوح الذي نطقَ بلسان موسى في جميع المعجزات التي اجتَرحَها في بلاد مصر؛ الرُّوح الذي غنّى بلسان داود المُضطَهَد، ليُريح شاول مُضطَهِده؛ الرُّوح الذي لبسَ إيليّا، والذي من خلاله قامَ بتوبيخ إيزابَل وآحآب اللّذان كانا يضطَهِدانه؛ الرُّوح الذي عزّى إرميا، وهو مَن وقفَ بجسارة أمام صدقيا لتوبيخه؛ الرُّوح الذي حمى دانيال وإخوته في بلاد بابل؛ الروح نفسه الذي حمى مَردَخاي وأستير في بلاد الأسر. استمعْ إلى أسماء الشهداء والمُعتَرفين والمُضطَهَدين: هابيل، ويعقوب، ويوسف، وموسى، ويشوع، ويفتاح، وشمشوم، وجدعون، وباروك، وداود، وصموئيل، وحِزقِيّا، وإيليّا، وأليشاع، وميخا، وإرميا، ودانيال، وحَنَنْيا وإخوته، ويهوذا المكّابي وإخواته… لكنّ استشهاد الرّب يسوع المسيح كان الأعظم والأفضل؛ فقد تجاوزَ من حيث المحنة ومن حيث الاعتراف كلّ ما سبقَه وكلّ ما قد يأتي من بعده.
maronite readings – rosary.team