الأحد، ١٢ فبراير : القدّيس غريغوريوس النزيانزيّ
قال الربّ: “طوبى لِلرُّحَماء، فإِنَّهم يُرْحَمون” (مت 5: 7). فالرحمة هي من أهمّ التطويبات: طوبى لمَن “يَعطِفُ على الكَسيرِ والمِسْكين ويُخَلِّصُ نُفوسَ المَساكين” (مز72[71]: 13)، وأيضًا: “طوبى لِلرَّجُلِ الَّذي يَرأفُ ويُقرِض (مز112[111]: 5)، وفي مكان آخر: “طَوالَ النَّهارِ يَرأَفُ البار ويُقرِض ونَسلُه مُبارَك (مز36[35]: 26). فلنتقيّد بهذا التطويب ولنعرف كيف نفهم ولنكنْ صالحين. حتّى الليل لا يفترض به أن يوقف رحمتك؛ “لا تَقُلْ لِقَريبِكَ: اذهَبْ وعُدْ فأُعْطِيَكَ غَدًا، إِذا كانَ الشَّيءُ عِندَكَ” (أم 3: 28). لا يكونَنّ هنالك من تردّد بين ردّ فعلك الأوّل وكرمك. عليكَ “أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطْرودينَ بَيتَكَ” (إش7: 58)، وافعل ذلك من كلّ قلبك. قال القدّيس بولس: “مَن يَرحَم فلْيَرحَمْ بِبَشاشَة” (رو 8: 12)؛ إنّ استحقاقك يتضاعف من خلال مبادرتك؛ إنّ العطيّة التي تُقدّم بحزن وإكراه تكون بدون طعم ولا لون. يجب عمل الخير بقلب ممتلئ فرحًا، لا بكآبة. “حينَئِذٍ يَبزُغُ كالفَجرِ نورُكَ ويَندَبُ جُرحُكَ سَريعاً” (إش58: 8). فهل من أحد لا يرغب في النور والشفاء؟ لهذا السبب يا خدّام الرّب يسوع المسيح، وإخوته وورثته (راجع غل4: 7)، كلّما سنحت لنا الفرصة، فلنقمْ بزيارة الرّب يسوع المسيح، ولنقدّم له الطعام والملبس ونأويه ونكرّمه (راجع مت25: 31 وما يليها). ليس فقط بدعوته إلى المائدة كما فعل البعض، أو بسكب العطور عليه مثل مريم المجدلية، أو بتأمين القبر له مثل نيقوديمُس… لا باللبان والذهب والمرّ مثل المجوس… إنّ ربّ الكون “يريد الرحمة لا الذبيحة” (مت9: 13)، وتعاطفنا بدل “قطعان الغنم” (مي6: 7). لنظهر له إذًا الرحمة من خلال أيدي هؤلاء المساكين الممدّدين اليوم على الأرض، لكي يقوموا في يوم رحيلنا من ههنا، بإدخالنا “إلى المساكن الأبديّة” (لو16: 9)، في ربّنا يسوع المسيح نفسه.
maronite readings – rosary.team