الأحد، ١٢ مارس : إسحَق النجمة
“طوبى لِلْمَحزُونين، فإِنَّهم يُعَزَّون” (مت 5: 5). بهذه الكلمات أراد الرّب يسوع أن يفهمنا أنّ طريق الفرح تمرّ بالدّموع. بواسطة الألم نذهب نحو التّعزية. إن فقدنا حياتنا نجدها، إن رذلناها امتلكناها، وإن أبغضناها أحببناها، كما إنّنا إذا احتقرناها نحظى بها. (راجع لو 9: 23 وما يليها). إن شئت أن تعرّف من أنت وتمتلك نفسك، الجأ إلى داخلك، ولا تبحثّ عن نفسك في الخارج…. ادخل إلى حيث أنت حقًا، إلى ذاتك أيها الخاطئ، أدخل إلى قلبك. في الخارج، أنت كائنٌ حيواني، على صورة العالم … بينما في الداخل، أنت إنسان على صورة الله (راجع تك 1: 26) إذًا أنت قادرٌ أن تصير مُمَجَّدًا. لذلك أيّها الإخوة، ألا يكتشف الإنسان ذاته عندما يرجع إلى نفسه، كما فعل الابن الضال، في أرض غريبة ونائية، حيث جلس وبكى إذ تذكّر أباه ووطنه؟… آدم “أَينَ أَنْتَ؟ ” (تك 3: 9). ربما، أنت ما زلت في الظلمة لأنّك لم تبك حتى الآن. أنت تخيط بأوراق الغرور ثيابًا تستر بها خزيك (راجع تك 3: 7) ناظرًا إلى ما يحيط بك وإلى ما هو لك، لأن عينيك انفتحتا على معرفة هذه الأمور. لكن عد إلى داخلك، إلى نفسك، وتأمل وضعك فهنا تجد السبب الأكبر للخجل من ذاتك… أنه أمرٌ أكيدٌ أيّها الإخوة: نحن نعيش غرباء عن ذواتنا… لذلك يدعونا الرّب قائلاً: “الغَمُّ خَيرٌ مِنَ الضَّحِك لأَنَّهُ بِعُبوسِ الوَجهِ يُصلَحُ القَلْب”. (جا 7: 3). أعني أنّه يدعو الإنسان الخارج عن ذاته إلى العودة إلى أعماقه، إذ قال: “طوبى لَكُم أَيُّها الباكونَ الآن فسَوفَ تَضحَكون” (لو 6: 21)، ثم أضاف في مكان آخر: “الوَيلُ لَكُم أَيُّها الضَّاحِكونَ الآن فسَوفَ تَحزَنونَ وتَبكون” (لو 6: 25). أيّها الإخوة، فلنتنهد بحضرة الرّب وليغفر لنا ويسامحنا بسبب رحمته… طوبى لِلْمَحزُونين وللباكين لا لأنّهم يبكون، بل لأنّهم يعزّون… فالدموع هي الطريق والتعزية هي السعادة الأبديّة.
maronite readings – rosary.team