الأحد، ١٣ أغسطس : جان تولير
“رُحْماكَ يا ربّ! يا ابنَ داود!” إنّه لنداء ذات قوّة عظيمة… هو أنينٌ كأنّه ينبعثُ من عمقٍ لا قعر له. هذه الصّرخة تخطّت الطبيعة بأشواط، حيث أن “الرُّوحَ نَفسَه يَشفَعُ لنا بأنّاتٍ لا تُوصَف” (رو 8: 26)… غير أنّ الرّب يسوع أجاب تلك المرأة قائلاً: “لَم أُرْسَلْ إلاَّ إلى خِرَافِ بَيْتِ إسرائيلَ الضالّةِ””، وأضاف: “لَيسَ حَسَنًا أنْ يُؤخَذَ خُبزُ البَنينَ وَيُطرَحَ لِلكِلاب”… لكن ما الذي فعلَته لكي تُطرد هكذا؟… لقد غاصت أكثر فأكثر في الهوّة. لكن رغم اتّضاعها وإذلال نفسها، لم تخسر ثقتها وقالت: “نَعم، يا رَبّ! فصِغارُ الكِلابِ نَفسُها تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الذي يَتساقَطُ عَن مَوائدِ أصحابِها”. ليتكم تستطيعون أنتم أيضًا أن تغوصوا هكذا في عمق الحقيقة، لا من خلال التعليقات الفلسفيّة والكلمات المنمّقة، أو من خلال الحواس، وإنّما أن تغوصوا في عمق ذواتكم! لن يستطيع الله أو أيّ مخلوق آخر أن يذلّكم أو أن يحطّمكم إن بقيتم في الحقيقة وفي التواضع الواثق. قد تتعرّضون للسخرية والازدراء والرفض، لكن اثبتوا في صمودكم وثابروا وتحلّوا بالثقة الكاملة وستزيدون دومًا من حماسكم. هذا هو الأساس، ومَن يصل إلى هذا الحدّ، لا بدّ من أن ينجح. هذه الدروب وحدها هي التي توصلكم حقيقة وبدون أيّ وسيط إلى الله. لكنّ المثابرة في هذا التواضع بثقة كاملة على غرار هذه المرأة المسكينة، فإنّ القليلين يستطيعون أن يفعلوا ذلك.
maronite readings – rosary.team