الأحد، ١٤ أبريل : القدّيس يوحنّا بولس الثاني
دعا تلميذا عمّاوس الرّب يسوع المسيح ان يبقى “معهم”، وهو أجابهم بنعمة أكبر مما توقّعوا. اراد أن يبقى “فيهم” من خلال سرّ الإفخارستيا. إن قبول الإفخارستيا يعني الدخول في علاقة حميمة مع يسوع. “اُثبُتوا فيَّ وأَنا أَثبُتُ فيكم” (يو 15: 4). وعلاقة الاتحاد الحميمة هذه تسمح لنا مسبقًا، نوعًا ما، بتذوّق حياة السماء على الأرض. أليست هذه أكبر رغبة من رغبات الإنسان؟ أليس هذا هو ما قدّمه الله عندما تمّم في التاريخ قصده الخلاصيّ؟ فقد وضع في قلب الإنسان “جوعًا” لسماع كلمته (راجع عا 8: 11)، ولن يسدّ هذا الجوع الاّ الاتحاد الكامل معه. تُعطى المناولة لنا كي “تشبعنا” من الله على هذه الأرض، في انتظار “الشبع الكامل” في الأبديّة. بيد أنّ هذا الحميميّة الخاصّة الذي تتمّ في المناولة الإفخارستيّة، لا يمكن فهمها فهمًا ملائمًا ولا عيشها كاملًا إلّا في إطار الشركة الكنسيّة… إنّ الكنيسة هي جسد الرّب يسوع المسيح، ونحن نسير “مع المسيح” بقدر ما نحن في علاقة “مع جسده”. يدبّر الرّب يسوع المسيح إيجاد هذه الوحدة وترقيّها بواسطة فيض الروح القدس. والمسيح لا ينفكّ عن تعزيزها من خلال حضوره الإفخارستيّ. وفي الحقيقة فإن الخبز الإفخارستيّ الواحد هو مَن يجعل منا جسدًا واحدًا. فبولس الرسول يؤكّد: “لمَّا كانَ هُناكَ خُبزٌ واحِد، فنَحنُ على كَثرَتِنا جَسَدٌ واحِد، لأَنَّنا نَشتَرِكُ كُلُّنا في هذا الخُبْزِ الواحِد” (1 كور 10: 17).
maronite readings – rosary.team