الأحد، ١٤ مايو : الطوباويّ غيريك ديغني
عندما أتى الرّب يسوع إلى تلاميذه، بينما كانوا “في دارٍ أُغْلِقَتْ أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ ووَقَفَ بَينَهم وقالَ لَهم: السَّلامُ علَيكم! فأَخَذَهُمُ الفَزَعُ والخَوفُ وظَنُّوا أَنَّهم يَرَونَ رُوحاً” (يو 20: 19 + لو 24: 37). لكن عندما “نَفَخَ فيهم وقالَ لَهم: خُذوا الرُّوحَ القُدُس” (يو20: 22)، ومن ثمّ عندما أرسل لهم من السماء هذا الرُّوح نفسه كعطيّة جديدة، هذه العطيّة كانت دليلاً قاطعًا على قيامته وعلى حياته الجديدة. بالفعل، إنّ الرُّوح بنفسه هو الذي يشهد في قلوب القدّيسين، وبعدها عبر أفواههم بأنّ الرّب يسوع المسيح هو الحقّ، والقيامة الحقيقيّة والحياة. لذلك، فإنّ الرسل الذين شكّوا في البدء، حتّى عند رؤية جسده الحيّ، أصبحوا “يُؤدُّونَ الشَّهادَةَ بِقِيامَةِ الرَّبِّ يسوع تَصحَبُها قُوَّةٌ عَظيمة” (أع 4: 33) عندما ذاقوا طعم هذا الرُّوح الذي يعطي الحياة. إنّه لأكثر إفادة لنا أن نستقبل الربّ يسوع في قلبنا، من أن نراه بعيوننا، أو نسمعه يتكلّم. إنّ عمل الرُّوح القدس في حواسّنا الداخليّة هو أكثر قوّة من الانطباع الذي تتركه الأشياء الماديّة على حواسنا الخارجيّة… والآن أيّها الإخوة، ما هي الشهادة التي يقدّمها فرح قلبكم لمحبّتكم للرّب يسوع المسيح؟… اليوم يوجد في الكنيسة العديد من المرسلين الذين يعلنون القيامة، وقلبكم يغتبط لإعلانهم وينادي: “الربّ يسوع حيّ؛ لقد أعلنوا ذلك لي! أمام هذه البشارة، عادت الحياة لنفسي اليائسة، والفاترة والغارقة في الحزن. الصوت المعلن لهذه البشارة الجديدة، أيقظ من الموت حتّى أكثر المذنبين”… يا أخي، ها هي العلامة التي من خلالها تعرف أنّ نفسك عادت للحياة في الرّب يسوع المسيح: إن قالت نفسك: “إن كان الرّب يسوع حيًّا، فهذا يكفيني!” يا لها من كلمة إيمان تليق حقًّا بأصدقاء الرّب يسوع!… “إن كان الرّب يسوع حيًّا، فهذا يكفيني”.
maronite readings – rosary.team