الأحد، ١٦ يونيو : المجمع الفاتيكانيّ الثاني
إن الكنيسة التي إليها كلّنا مدعوون في الرّب يسوع المسيح، والتي فيها نحصل على القداسة بنعمة الله، لن تبلغ التمام إلاّ في المجد السماوي عندما تأتي “أَزمنَةِ تَجديدِ كُلِّ ما ذَكَره اللّهُ بِلِسانِ أَنبِيائِه الأَطهار في الزَّمَنِ القَديم” (أع 3: 21)، كما يتجدد تمامًا في الرّب يسوع المسيح العالم بأسره مع الجنس البشري، ذلك العالم الذي يتَّحد اتحادًا وثيقاً بالإنسانِ وبه يبلغ إلى غايته… فالتجديد الذي وعدنا به ونترجّاه، قد ابتدأ في الرّب يسوع المسيح، وتواصل بإرساله الرُّوح القدس وبه يُكَمَّل في الكنيسة، حيث يُعلمنا الإيمان أيضاً معنى حياتنا الزمنية، بينما نتمِّمُ العمل الذي أوكله الآب إلينا، راجين الخيرات المقبلة وعاملين هكذا خلاصنا (راجع في 2: 12). هكذا إذاً قد بلغ إلينا مُنتَهى الأَزمِنَة (راجع 1كور 10: 11). وتجديد العالم قد بدأ بدون رجعة، وبصورةٍ حقيقيةٍ قد سبق ظهوره منذ الآن: فالكنيسة على هذه الأرض تتميز بالقداسة الحقيقيّة، وإن كانت غير كاملة. إنَّما إلى أن يتحقّق وعدُ الله: “سَمَواتٍ جَديدةً وأَرضًا جديدةً يُقيمُ فيها البِرّ” (2بط 3: 13) فالكنيسة في غربتها تحملُ، في أسرارها ومؤسساتها المنوطة بهذا الدهر، وجهَ هذا الدهر الزائل. إنَّها تعيش بين الخلائق التي تئن وتتمخض حتى الآن وتتوقع تجلي أبناء الله (راجع رو 8: 22 و19).
maronite readings – rosary.team