الأحد، ١٨ ديسمبر : القدّيس لاوُن الكبير
يرتبط تسجّد الكلمة، كلمة الله بالماضي كما بالمستقبل؛ ولم يُحرم أيّ جيل، مهما كان قديمًا، من سرّ خلاص البشر. فما بشّر به الرسل هو ما أعلنه الأنبياء، ولا يمكننا القول إنّ ما آمن به البشر في كلّ زمان حدث في وقت متأخّر. بتأجيل عمل الخلاص، جعلنا الله، بفائض حكمته وطيبته، أكثر استعدادًا للاستجابة لدعوته… بفضل إعلاناته القديمة والمتكرّرة. ليس صحيحًا أنّ الله استجاب لشؤون البشر بتغيير مخطّطته ونتيجة رحمة متأخّرة؛ منذ إنشاء العالم، رسم للجميع طريقًا واحدًا للخلاص. فإنّ نعمة الله التي بها بُرِّر كلّ القدّيسين نَمَت ولم تبدأ بولادة الرّب يسوع المسيح. كان سرّ الحبّ الكبير الذي ملأ العالم أجمع الآن عظيمًا في علاماته السبّاقة؛ ومَن آمن به عند الوعد استفاد كما من تلقّاه عند منحه. يا أحبّائي، أُفيضت ثروات نعمة الله علينا بمحبّة أكيدة. ونحن المدعوّين إلى الأبديّة، لا تدعمنا فقط أمثلة الماضي، بل رأينا أيضًا ظهور الحقيقة بذاتها بشكل مرئي وجسدي. لذا، علينا أن نحتفل بيوم ميلاد الربّ بفرح عارم ليس من هذا العالم… بفضل نور الرُّوح القدس، تعرّفوا على مَن تلقّانا فيه وتلقّيناه فينا: لأنّه كما أخذ الربّ يسوع جسدنا بميلاده، أخدنا نحن بدورنا جسده بولادتنا من جديد… اقترح علينا الله مثال عطفه واتّضاعه… فلنكن على مثال الربّ في اتّضاعه، إذا أردنا أن نتشبّه به في مجده. هو سيساعدنا وسيقودنا إلى تحقيق ما وعد به.
maronite readings – rosary.team