الأحد، ١٨ يونيو : القدّيس أنطونيوس الكبير
في الحقيقة، ليس للإنسان العاقِل إلا أمرًا واحدًا يرغَبهُ بشدّة: أنْ يطيعَ إله الكون ويُرضيه، وأنْ يُكَوِّن نفسه ويهتمّ فقط بإرضائه. فيشكرَه على عنايته وقوّتها الّتي يوجّهُ بها كلّ الأشياء، مهما حصل في الحياة. إنه لمِن غير المناسِب أنْ نشكُر الأطباء على صحّة أجسادِنا وهم يصِفون لنا علاجاتٍ مرّة ومزعجة، وفي حين نرفضُ عرفان الجميل لله على الأشياء الّتي تبدو لنا مؤلمة، ولا ندرِكُ أنّ كلّ الأشياء تحدث كما ينبغي ولِخيرنا، بفعلِ العناية الإلهيّة. لأنّ معرفة الله والإيمان به هما خلاصُ النفس وكمالها (…) أولئك الّذين ليس لديهم إدراك النفس، لا يفكّرون في كلّ هذا، لأنّهم لا يفهمون أنّ كلّ شيء يُحدِثُ خيرًا وكما ينبغي ولمصلحتنا حتى تتألّق الفضائل ويتوّجنا الله. (…) فالله يستمع إلى الإنسان وحدَه. وللإنسان وحدَه يكشُفُ الله عن ذاتِه. والله يحبّ الإنسان إلى درجةٍ يجعلُه إلهًا، فالإنسان وحدَه يعبُد الله باستحقاق. من أجلِ الإنسان يتجلّى الله، ومن أجلِ الإنسان قد خلق السَّماوات كلّها وزيّنها بالنجوم. من أجل الإنسان خلق الله الأرض، أمّا البشر، فَمِن أجل ذواتِهم يزرعونها. فأولئك الّذين لا يشعرون بمثلِ هذه العناية الإلهيّة لديهم نفوسٌ لا تفهَم(…) لقد أسّسَ الله الولادة والموت على الأرض، وأسّسَ العناية والمصير في السماء. صنعَ كلّ شيء من أجلِ الإنسان وخلاصِه. وإذ ثبّتَ الخيرات كلّها ونظّمها، خلقَ الله السماء والأرض وعناصرهما للبشر وأعطاهم أنْ يتمتّعوا بهذه الخيرات كلّها. (…) فالشكرُ، والشكرُ وحدَه يُرضي الله أكثر من أيّة ذبيحةٍ ثمينة. له المجد إلى أبد الآبدين. آمين.
maronite readings – rosary.team