الأحد، ١ مايو : القدّيس أوغسطينُس
نتساءل أيّها الإخوة، متى كشف الربّ عن ذاته لتلميذيّ عمّاوس؟ لقد كان ذلك عند كسر الخبز. وهذا ينطبق علينا نحن أيضًا: فعندما نكسر الخبز، نتأكّد بأنفسنا وندرك أنّه الربّ. فإذا أراد الربّ ألاّ يتعرّف عليه تلميذا عمّاوس سوى عند تلك اللحظة، فإنّ ذلك هو من أجلنا نحن الذين لا نستطيع أن نراه بالجسد، وبالرغم من ذلك نحن نأكل جسده. أنت الذي تؤمن به، كائنًا من كنت، أنت الذي لا تحمل عبثًا اسم مسيحي، أنت الذي لا تدخل صدفةً إلى الكنيسة، أنت الذي تستمع إلى كلمة الله برهبةٍ ورجاء… إنّ كسر الخبز هو لك العزاء. إنّ غياب الربّ ليس غيابًا حقيقيًّا. فليكن لديك الإيمان، وحينئذٍ يكون معك، حتّى لو كنت لا تراه. لقد كان تلميذا عمّاوس دون إيمان عندما انضمّ الربّ إليهما. ولم يكونا قد آمنا بعد بقيامته، حتّى أنّهما لم يأملا بأنّه يستطيع أن يقوم من بين الأموات. كانا قد فقدا الإيمان كما فقدا الرجاء. كانا ميتين يسيران مع حيّ؛ أجل، لقد سارا وهما ميتان مع من هو الحياة. لقد كانت الحياة تمشي معهما، ولكنّها لم تكن قد تجدّدت في قلبيهما بعد. وأنت، هل ترغب في الحياة؟ اقتدِ بهذين التلميذين، وستتعرّف إلى الربّ. لقد عرضا عليه الضيافة وبدا الربّ مصرًّا على متابعة طريقه، غير أنّهما تمسّكا به… أنت أيضًا تمسّك بالغريب إن كنت تريد أن تتعرّف إلى مخلّصك… تعلّم أين باستطاعتك أن تبحث عن الربّ، أين تحصل عليه، وكيف تستطيع معرفته: من خلال تقاسم الخبز معه.
maronite readings – rosary.team