الأحد، ١ يناير : القدّيس أوغسطينُس
حين قال الملاك ليوسف: “لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ” (مت 1: 20)، لم يكن مخطئًا بقوله هذا… فصفة “امرأتك” ليست باطلة ولا كذبًا لأنّ هذه العذراء كانت تُسعِد زوجها بطريقة كاملة ومدهشة حتّى إنّها أصبحت أمًّا بدون مشاركة هذا الزوج، حبلت من دونه لكنّها بقيت وفيّة له. بفضل هذا الزواج الحقيقيّ، استحقّت مريم ويوسف أن يدعيا “والديّ الرّب يسوع”. ليست مريم “والدته” فحسب، بل يوسف أيضًا “والده”، لكونه زوج والدته بحسب الرُّوح لا بحسب الجسد. فالاثنان – هو بالرُّوح فقط وهي حتى في الجسد-هما والدا تواضعه لا نبله، والدا ضعفه لا ألوهيّته. إليكم كلام الإنجيل الذي لا يخطئ: “فقالَت لَه أُمُّه: يا بُنَيَّ، لِمَ صَنَعتَ بِنا ذلك؟ فأَنا وأَبوكَ نَبحَثُ عَنكَ مُتَلَهِّفَيْن”. أمّا هو، فأراد أن يبرهن أنّ أبًا غيرهما ولده بدون أمّ. لذا، “قالَ لَهُما: ولِمَ بَحثتُما عَنِّي؟ أَلم تَعلَما أَنَّه يَجِبُ عَليَّ أَن أَكونَ عِندَ أَبي؟” وكي لا نظنّ أنّه كان ينكر والديه بحديثه هذا، أضاف الإنجيليّ: “ثُمَّ نَزلَ مَعَهما، وعادَ إِلى النَّاصِرَة، وكانَ طائِعاً لَهُما”… لماذا أطاع الرّبّ مَن طبيعتهما الإنسانيّة أدنى من طبيعته الإلهيّة؟ لأنّه “تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد” (فل 2: 7)، فكانا والديه بحسب تلك الصّورة… فلو لم يتّحدا بزواج حقيقيّ حتّى لو خلا من أيّ ارتباط جسديّ، لما دعيا والِدَيّ الإله المتّخذ صورة العبد. لنأخذ إذًا انطلاقًا من يوسف، نسب الرّب يسوع المسيح: هو زوج في العفّة وأب بالطريقة نفسها… ستقولون إنّه لم يلد يسوع بحسب أحكام الطبيعة، لكن هل حبلت مريم به بحسب ما تقتضي الطبيعة؟ حسنًا، ما قام به الرُّوح القدس أنجزه للإثنين معًا. إذ “كان يُوسُفُ زَوجُها باراًّ” (مت 1: 19). كانا امرأة ورجلاً بارّين. حلّ الرُّوح القدس عليهما معًا ووهب ابنًا للإثنين معًا.
maronite readings – rosary.team