الأحد، ٢٠ أغسطس : القدّيس يوحنّا بولس الثاني
منذ بدأ الرّب يسوع المسيح رسالته، تعاملت المرأة معه، ومع سرّ الخلاص، الذي جاء يبشرّ به، بشعورٍ مرهف، هو من ميزات أنوثتها. ويجدر بنا أن نشير، بالإضافة إلى ذلك، إلى أنّ هذا الواقع يتأكّد، بصفةٍ خاصّة، في مواجهة السرّ الفصحيّ، ليس فقط في وقت الصلب، بل وفي فجر القيامة. إنّ النساء هنَّ أوّل مَن حضرن إلى القبر، وأوّل مَن وجدنه فارغًا، وأوّل مَن سمع صوت الملاك يقول: “إِنَّه ليسَ هَهُنا، فقَد قامَ كما قال” (مت 28: 6). المرأة أوّل مَن أمسك قدميه وسجد له (راجع مت 28: 9)، وكانت أوّل مَن دُعي لتبشير الرسل بحقيقة قيامته (راجع مت 28: 1–10؛ لو 24: 8–11). ويبرز إنجيل القدّيس يوحنا، كما إنجيل القدّيس مرقس (مر 16: 9) الدّور الخاصّ، الذي قامت به مريم المجدليّة. فهي الأولى التي لاقت الرّب يسوع المسيح القائم… لهذا أقدم البعض على تلقيبها “رسولة الرسل”. لقد كانت مريم المجدليّة فعلاً، قبل الرسل، شاهدة عيان للرّب يسوع المسيح القائم من القبر. ولهذا كانت أوّل مَن شهد له أمام الرسل. إنّ هذا الحدث يتوّج، على وجهٍ ما، كلّ ما قلنا سابقاً عن أن الرّب يسوع المسيح قد نقل الحقيقة الإلهيّة للنساء، على قدم المساواة مع الرجال. وبهذا تحقّقت نبوءة النبي يوئيل القائل: “وسيَكونُ بَعدَ هذه أَنِّي أُفيضُ روحي على كُلِّ بَشَر فيَتَنَبَّأَ بنوكم وبَناتُكم ” (يوئ 3: 1). وستتأكّد هذه النبوءة من جديد عند حلول الروح القدس، المعزّي، على التلاميذ، في عليّة أورشليم (راجع أع 2: 17). كلّ ما أوردناه هنا عن موقف الرّب يسوع المسيح من النساء يؤكّد، في الرّوح القدس، حقيقة المساواة بين الرجل والمرأة، ويوضّحها.
maronite readings – rosary.team