الأحد، ٢٢ أكتوبر : القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم
إن مثل الوزنات موجّه للنّاس الّذين، بدل من أن يأتوا بالعون لإخوتهم من خلال الخيرات الّتي يملكونها، أو من خلال النّصائح أو أي وسيلة أخرى، لا يقومون بأيّ من ذلك بل يُركّزوا على ذواتهم فقط. لقد أراد الربّ يسوع المسيح، من خلال مثل الوزنات، أن يظهر لنا صبر مُعلِّمنا الإلهي، غير أنّه أراد أيضًا، بحسب رأيي، أن يلمّح إلى القيامة العامّة… فالعبدان اللذان أعادا الوزنات مع الفائدة أعلنا بدون تردّد ما أتى من عندهما وما أتى من سيّدهما. فقال الأوّل: “يَا سَيّد، سَلّمتَنِي خَمسَ وَزَنَات”، وقال الثاني: “يَا سَيّد، سَلّمتَنِي وَزْنَتَين”، مُعترفَين بذلك أنّ سيّدهما أعطاهما الوسائل الضروريّة لتحقيق عمليّة مربحة. لقد عبّرا له عن امتنانهما ورفعا له مجموع ما ملكته أيديهما. فبما أجاب السيّد؟ “يا لَكَ عَبدًا صَالِحًا وأمِينًا!” (وهنا نتعرّف إلى الإنسان الصالح من خلال اهتمامه بالقريب)… ادخْلْ إلى فَرَحِ سَيِّدِكَ”. لكن الوضع اختلف مع العبد الشرّير… فما كان إذًا جواب السيّد؟ “كانَ عَلَيكَ أنْ تَضَعَ فِضّتِي على طَاوِلَةِ الصَّيارِفَة”، أي أنّه كان على العبد أن يتكلّم ويعظ وينصح. لكنّ جواب العبد كان: “قد لا يستمع إليّ الناس”. وأمّا السيّد، فردّ قائلاً: “هذا أمرٌ لا شأن لك به… فَكانَ عَلَيكَ أَن تَضَعَ فِضَّتِي عَلى طَاوِلَةِ الصَّيَارِفَة، حَتّى إذَا عُدْتُ، ٱستَرجَعْتُ مَا لي مَعَ فَائدَتِهِ”- والمقصود هنا هو الأعمال التي تأتي نتيجةً لسماع الكلمة – وما كان عليك سوى أن تقوم بالجزء السهل من العمل وتترك لي المهمّة الأصعب”. بهذه الطريقة فشل الخادم في مهمّته… لكن ما معنى هذا المثل؟ إنّ الذي حصل على نعمة الكلمة وتعاليمه خدمة للآخرين ولم يستخدم هذه النعمة، تؤخذ منه لاحقًا. أمّا العبد المتحمّس والوفي، فهو سيحصل على نعمة مضاعفة كما سيخسر الآخر النعمة التي حصل عليها.
maronite readings – rosary.team