الأحد، ٢٤ أبريل : القدّيس بطرس خريزولوغُس
لماذا كان توما يبحث هكذا عن براهين من أجل إيمانه؟… يا إخوتي، إنّ محبّتكم كانت لتتمنّى أن يزول الشكّ من قلوب جميع البشر بعد قيامة الرّب يسوع من بين الأموات. لكنّ توما كان يحمل، لا شكّ قلبه فقط، بل شكوك جميع البشر. وكونه مسؤولاً عن التبشير بالقيامة لجميع الأمم، كان يبحث، بصفته عاملاً نشيطًا، عن الأساس الذي سيبني عليه ذلك السرّ الذي يتطلّب هذا القدر الكبير من الإيمان. وقد كشف الرّب يسوع المسيح لجميع الرسل ما طلبه توما متأخّرًا. إذ “في مَساءِ ذلك اليَومِ، يومِ الأحد، كانَ التَّلاميذُ في دارٍ أُغْلِقَتْ أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ يسوعُ ووَقَفَ بَينَهم… وأَراهم يَدَيهِ وجَنبَه ففَرِحَ التَّلاميذُ لِمُشاهَدَتِهمِ الرَّبّ” (يو 20: 19-20)… في الواقع، كان التلاميذ ليظنّوا أنّ ذاك الذي دخل والأبواب الموصدة هو مجرّد روح، لو لم يثبت لهم أنّه هو، من خلال الجروح التي كانت الدليل على آلامه. “بَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّام، كَانَ تَلامِيذُ يَسُوعَ ثَانِيَةً في البَيْت، وتُومَا مَعَهُم. جَاءَ يَسُوع… وقَالَ لِتُومَا: هَاتِ إِصْبَعَكَ إِلى هُنَا، وٱنْظُرْ يَدَيَّ. وهَاتِ يَدَكَ، وضَعْهَا في جَنْبِي. ولا تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ، بَلْ كُنْ مُؤْمِنًا!” ولتتسبّب هذه الجروحات التي فتحتها مجدّدًا بنشر الإيمان في العالم كلّه. تلك الجروحات التي تدفّقت منها ماء العماد ودماء الخلاص” (راجع يو 19: 34). “فأَجابَه توما: رَبِّي وإِلهي!”. فليأتِ غير المؤمنين وليسمعوا. وكما قال الربّ: “فليكونوا مؤمنين، لا غير مؤمنين”. لقد أعلن توما أنّ ذاك الجسد لم يكن بشريًّا فحسب، بل إنّ المسيح من خلال آلام جسده البشريّ، أثبت أنه الله والربّ. إنّه فعلاً الله لأنّه قام من بين الأموات وتغلّب على جروحاته.
maronite readings – rosary.team