الأحد، ٢٤ ديسمبر : القدّيس هيبوليطُس الرومانيّ
نعلمُ بأنّ كلمة الله قد تجسّدَ من عذراء وقد حمَلَ الإنسان القديم وجدَّدَ طبيعته. ونعلمُ بأنّ طبيعة الرّب الإنسانيّة قد جُبِلَتْ من الطّينة نفسها التي جُبِلنا منها. فلو لم يكنْ هكذا، لكانَ عبثًا أن يطلبَ منّا الاقتداء به كربٍّ لنا. لو كان هذا الإنسان من طينة أخرى، كيف يمكنه أن يوصيَني بالاقتداء به، أنا الإنسان الضعيف بطبيعتي؟ إذًا، أين طيبتُه وعدلُه؟ فَلِكَي يُفهمَنا جيّدًا أنّه ليس مختلفًا عنّا، أراد أن يتحمّلَ التعب وأن يذوقَ طعم الجوع. ولم يرفضْ العطش، بل وجدَ الراحة في النوم. ولم يرفضْ العذاب، بل خضعَ للموت وأظهرَ قيامته. وفي هذا كلّه، قدَّمَ طبيعته البشريّة الخاصّة كعربون، لكي لا تفقدَ أنتَ الشجاعة وسط الألم، بل أن تنتظرَ أنت أيضًا ما منحَه الآب لهذا الإنسان، مُعترِفًا أنّك إنسان بنفسِكَ.
maronite readings – rosary.team