الأحد، ٢٥ ديسمبر : القدّيس بِرنَردُس
لقد كان الظلام يلفّ العالم بأسره قبل إشراق النور الحقيقي، أي قبل ميلاد الرّب يسوع المسيح؛ كذلك كان الظلام يخيّم في كلّ واحد منّا، قبل اهتدائنا وتجدّدنا الداخلي. ألم يكن الليل الأكثر سوادًا والظلام الأكثر كثافة على وجه الأرض حين كان آباؤنا يعبدون الآلهة الزائفة؟… ألم يكن ليلاً مظلمًا آخر فينا حين كنّا نعيش بدون الله في هذا العالم، متمسّكين بشهواتنا وبمغريات هذا العالم، ومرتكبين أعمالاً نخجل منها اليوم كما الكثير من أعمال الظلمة؟ لكنّكم الآن قد خرجتم من سباتكم وتقدّستم وأصبحتم جَميعًا أَبناء النور وأَبناء النهار، وليس أبناء الليل والظُّلُمات” (راجع 1تس5: 5)… غدًا، سوف ترون مجد الله فيكم. اليوم، جعل الابن نفسه من أجلنا عدالة آتية من الله؛ غدًا، سيتجلّى حياةً لنا، كي نظهر معه في المجد. اليوم، ولد لنا طفل لكي يمنعنا من الارتفاع بالمجد الباطل ولكي يحوّلنا، من خلال التوبة، إلى أطفال صغار (راجع مت 18: 3). غدًا، سوف يظهر بعظمته لكي يدعونا إلى التسبيح ولكي نستطيع أن نتمجّد حين يعطي الله لكلّ واحد منّا مجده… “نَحنُ نَعلَمُ أَنَّنا نُصبِحُ عِندَ ظُهورِه أَشباهَه لأَنَّنا سَنَراه كما هو” (1يو3: 2). “فنَحنُ اليومَ نَرى في مِرآةٍ رُؤَيةً مُلتَبِسة” (1كور13: 12)، ولا نراه بوضوح. اليوم، هو يستقبل ما يصدر عنّا. لكن غدًا، سوف نراه فينا حين يعطينا ما يصدر عنه، وحين يظهر نفسه كما هو بذاته ويأخذنا ليرفعنا نحوه.
maronite readings – rosary.team