الأحد، ٢٥ فبراير : القدّيس إقليمَنضُس الرومانيّ، بابا روما من 90 إلى 100
لاحظوا، يا أحبّائي، كيف أنّ الله لا ينفكّ يُظهِرُ لنا القيامةَ التي تنتظرنا والتي قدّم لنا بوادرَها الأولى من خلال إقامته الربّ يسوع المسيح من بين الأموات. فلننظر، أيّها الأحبّاء، إلى القيامة التي تتحقّق كلّ يوم في حياتنا. نحن نشهد قيامةً في الصباح والمساء مثلاً. عندما يغيب الليل، يشرقُ الصباح؛ وعندما ينتهي النهار، يسود الليل من جديد. ولنتأمّل في الثمار: كيف تنبتُ البذور، ما الذي يحصل؟ يخرج الزارع وينثر البذور المختلفة على الأرض. تقع هذه البذور الجافّة والعارية في الأرض وتتحلّل. ومن ثمّ، يسكب المعلّم الإلهي عنايته المذهلة على البذور، وهي في حالة التحلّل هذه، ويعيدُ إليها الحياة، وهكذا تنمو كلّ بذرة منها وتتكاثر وتعطي ثمرًا… فهل نجد الأمر غريبًا إذًا عندما يعيد خالق الكون الحياةَ إلى المؤمنين الذين خدموه بأمانة وثقة وإيمان كامل؟ انطلاقًا من هذا الرجاء، فلتتعلّق قلوبُنا بخالقنا الأمين في مواعيده والعادل في أحكامه. هو أوصانا بألاّ نكذب (خر 20: 16) فكم بالحريّ هو الذي لا يمكنه أن يكذب على الإطلاق. ما من أمرٍ عسيرٍ على الله إلاّ الكذب (راجع إر 32: 17 + لو 1: 37 + عب 6:18). فلنجدّد إذًا إيماننا به، ولنؤمن بأنّ الكون كلّه في متناوله. بكلمة واحدة من الكليّ القدرة، خَلق الكون؛ وبكلمة واحدة منه، يمكنه أن يمحي الكون من الوجود… فهو قادرٌ على فعل كلّ شيء متى شاء وكيفما أراد. لا شيء يضمحلّ أبدًا ممّا قرّره، وكلّ شيءٍ موجود أمامه ولا يخفى عن عنايته.
maronite readings – rosary.team