الأحد، ٢٦ مايو : القدّيس أنطونيوس البادوانيّ

إنّ الآب والابن والرُّوح القدس هم من جوهرٍ واحدٍ وتساوٍ غير منفصل. الوحدة هي في الجوهر، والتعدديّة هي في الأقانيم. لقد أشارَ الربّ جهارًا إلى وحدة جوهر الألوهة وثلاثيّة الأقانيم عندما قالَ: “عَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس”. لم يقلْ “بأسماء” لكن “باسم”، وبذلك أشارَ إلى وحدة الجوهر. لكنّه استعملَ تباعًا ثلاثة أسماء، للإشارة إلى أنّ هنالك ثلاثة أشخاص. في هذا الثالوث، يوجد أصل كلّ شيء، والبهاء الكليّ الكمال، والسعادة الكليّة الطوبى. إنّ الأصل المُطلق، كما قالَ القدّيس أوغسطينُس في كتابه عن الدين الحقيقي، هو هذا الإله الآب، الذي منه أتى كلّ شيء، ومنه انبثقَ الابن والرُّوح القدس. كما أنّ البهاء الوافر الكمال هو الابن، حقيقة الآب، الذي ليس مغايرًا عنه في أيّ شيء، والذي نوقّره مع الآب وفيه، الذي هو نموذج كلِّ شيء، لأنّ كلَّ شيءٍ به كُوِّنَ وكلَّ شيءٍ إليه يعود. السعادة الجزيلة الطوبى، الصلاح الأعظم، إنّه الرُّوح القدس، عطيّة الآب والابن؛ وهذه العطيّة، علينا أن ندركَ أنّها بالضبط مطابقة للآب والابن. إن نظَرْنا إلى الخلق، نَنتَهي إلى أنّ الثالوث من جوهرٍ واحد. ندركُ إلهًا واحدًا: الآبُ الذي هو نبع وجودنا، والابن الذي من خلاله نوجَد، والرُّوح القدس الذي به نوجَد. هو المبدأ الذي نلجأ إليه؛ والنموذج الذي نَتبعُه؛ والنعمة التي تُصالِحُنا.
maronite readings – rosary.team