الأحد، ٢٦ نوفمبر : القدّيس أندراوس الكريتيّ
إنّ انحطاط الخطيئة قد أرخى بظلاله القاتمة على سحر أصلنا النبيل وجماله. ولكن حين وُلِدَت أم الجمال الأسمى، استعادت طبيعتنا نقاءها فوجدت نفسها قد “صُنِعَت على صورة الله كمثاله” (تك 1: 26)… لقد فضّلنا جميعًا العالم السفليّ على العالم العلويّ، ولم يتبقّ لنا أي أمل بالخلاص؛ فطلبت حالة طبيعتنا النجدة من السماء… إلى أن قرّر صانع الكون الإلهيّ أخيرًا، بإرادته الطيّبة، إظهار عالم جديد، عالم آخر، يسوده التناغم والنضارة. ألم يكن مناسبًا لعذراء غايةٍ في النقاء وخاليةٍ من الشوائب أن تكون، بادئ ذي بدء، في خدمة هذه الخطّة الخلاصيّة؟… وهذه العذراء، أين نجدها، إن لم يكن ذلك في هذه المرأة الفريدة من بين النساء، التي اختارها خالق الكون قبل كلّ الأجيال؟ نعم، هذه هي والدة الله، مريم ذات الاسم الإلهي، التي أعطى حشاها الجسد للإله المتجسّد، وقد حضّرها هو نفسه بطريقة تفوق الطبيعة لتكون هيكله… بذلك إذًا، فإنّ مخطّط مُخَلِّص جنسنا كان أن يُحدِث ولادةً أو خلقًا جديدًا لاستبدال الماضي. لذلك، وكما كان قد أخذ في جنّة عدن من الأرض العذراء الخالية من العيب القليل من التّراب ليصنع آدم الأوّل (راجع تك 2: 7)، كذلك، في لحظة تجسّده الخاص، استخدم أرضًا أُخرى إذا صحّ القول أي بتعبير آخر هذه العذراء النقية بلا دنس، التي اختارها من بين كلّ خلائقه. وبها صنعنا من جديد من جوهرنا نفسه وأصبح آدم الجديد، (راجع 1 كور 15: 45) هو الذي خلق آدم، حتّى يُخلّص القديم بالجديد والأبديّ.
maronite readings – rosary.team