الأحد، ٢ أبريل : القدّيس أندراوس الكريتيّ
تشجّعي يا بِنتَ صِهيون، لا تخافي: “هُوَذا مَلِكُكَ آتِيًا إلَيكِ بارًّا مُخلِّصًا وَضيعًا راكِباً على حمارٍ وعلى جَحشٍ آبنِ أتان” (زك 9: 9). إنّه قادم، هو الموجود في كلّ مكان ومالئ الكون، هو يتقدّم ليحقّق فيكِ السلام للجميع. إنّه قادم، هو الذي قال: “ما جِئتُ لأدعوَ الأبرار، بَلِ الخاطِئينَ إلى التوبَة” (لو 5: 32)، ليُخِرج من الخطيئة أولئك الذين غرقوا فيها. لذا، لا تخافي: “اللهُ في وَسَطِكَ فلَن تَتزعزَعي” (مز 46[45]: 6). رافعة يديكِ، استقبلي ذاك الذي رسمَت يداه جدرانكِ. استقبلي ذاك الذي قبِلَ في ذاته كلّ ما هو لنا، ما عدا الخطيئة، ليتحمّلَ مسؤوليّتنا. ابتهجي يا بنتَ أورشليم، غنّي وارقصي من الفرح… “قومي استَنيري فإنَّ نورَكِ قد وافى ومَجدَ الربِّ قد أَشرَقَ علَيكِ” (إش 60: 1). ما هو هذا النور؟ إنّه “النورُ الحَقّ الذي يُنيرُ كُلَّ إنسان آتِيًا إلى العالَم” (يو 1: 9): النور الأبدي… الذي ظهرَ في الزمن؛ النور الذي تجلّى في الجسد وأُخفيَ من خلال الطبيعة البشريّة؛ النور الذي لفّ الرعاة وقاد المجوس؛ النور الذي كانَ في العالَم وبِه كانَ العالَم والعالَمُ لَم يَعرِفْهُ (يو 1: 10)؛ النور الذي جاءَ إلى بَيتِه. فما قَبِلَه أهلُ بَيتِه (يو 1: 11). وما هو مجد الله؟ إنّه بدون أدنى شكّ ذاك الصليب الذي تمجّدَ عليه الرّب يسوع المسيح، “شُعاعُ مَجدِ الله وصُورةُ جَوهَرِه” (عب 1: 3). لقد قالَ بنفسه عند اقتراب آلامه: “الآنَ مُجِّدَ ابنُ الإنسان ومُجِّدَ اللهُ فيه وإذا كانَ اللهُ قد مُجِّدَ فيه فسَيُمَجِّدُه اللهُ في ذاتِه وبَعدَ قليلٍ يُمَجِّدُه” (يو 13: 31-32). المجد الذي تكلّم عنه كان ارتفاعه على الصليب. أجل، الصليب هو مجد الرّب يسوع المسيح وعظمته. هو قال ذلك: “وأنا إذا رُفِعتُ مِنَ الأرض جَذَبتُ إليَّ الناسَ أجمَعين” (يو 12: 32).
maronite readings – rosary.team