الأحد، ٢ يونيو : القدّيس يوحنّا بولس الثاني
إن الرّب يسوع المسيح، الذي كان قد “أسلم الروح” على الصليب (يو 19: 30) كابن الانسان وحمل الله، توجّه بعد قيامته نحو الرسل “ونَفَخَ فيهم وقالَ لَهم: خُذوا الرُّوحَ القُدُس” (يو 20: 22) … إنّ مجيء الربّ يملأ الحاضرين بالفرح: إذ قد “انقلب حزنهم فرحًا” (راجع يو 16: 20)، كما كان قد وعد هو بنفسه قبل آلامه. خصوصًا وأنّ الاعلان الأساسي في خطاب الوداع قد تحقّق: المسيح القائم من بين الأموات، كمفتتح لخليقة جديدة، حَملَ الروح القدس إلى الرسل. لقد حمله لهم ثمنًا “لذهابه”. إنه يعطيهم هذا الروح بطريقة أو بأخرى من خلال جروح صلبه: لقد “أَراهم يَدَيهِ وجَنبَه” (يو 20: 20). فإنّه وبقوّة هذا الصلب قال لهم: ” خُذوا الرُّوحَ القُدُس”. لقد نشأت إذًا علاقة وثيقة بين إرسال الابن وإرسال الرُّوح القدس. فإرسال الروح القدس (بعد الخطيئة الأصليّة) لا يمكن أن يتمّ بدون الصليب والقيامة: “غَيرَ أَنِّي أَقولُ لَكُمُ الحَقّ: إِنَّه خَيرٌ لَكم أَن أَذهَب. فَإِن لم أَذهَبْ، لا يَأتِكُمُ المُؤيِّد. أَمَّا إِذا ذَهَبتُ فأُرسِلُه إِلَيكُم. ” (يو 16: 7). كما نشأت أيضًا علاقة وثيقة بين مهمّة الروح القدس ومهمّة الابن في الفداء. إن مهمّة الابن في معناها، تجدُ كمالها في الفداء؛ أما مهمّة الرُّوح القدس، فهي تنتجُ عن الفداء: ” جَميعُ ما هو لِلآب فهُو لي ولِذلكَ قُلتُ لَكم إِنَّه يأخُذُ مِمَّا لي ويُخبِرُكم بِه” (يو 16: 15). فالفداء تحقّق بشكل كامل في الابن كالدّهن بالزيت الذي جاء وعمل بقوّة الروح القدس، مُقدِّمًا ذاته في النهاية كذبيحة سامية على خشبة الصليب. وهذا الفداء هو أيضًا مُحقَّقٌ باستمرار في قلوب الناس وضمائرهم – في تاريخ العالم – بفعل الرُّوح القدس الذي هو “المؤيّد الآخر” (يو 14: 16).
maronite readings – rosary.team