الأحد، ٣٠ أبريل : جان بيار دو كوساد
كلّ المخلوقات حيّة في يد الله؛ الحواس لا ترى إلاّ عمل الخليقة، ولكنّ الإيمان يؤمن بالعمل الإلهي في كلّ شيء. فهو يرى أن الرّب يسوع المسيح يحيا في كلّ الأشياء ويعمل على امتداد الأجيال، وأنّ أي لحظة وأصغر ذرّة يحتويان على جزء من حياة الرّب المستترة هذه وجزء من عمله السرّي. إنّ عمل الخلق هو ستار يغطّي أسرار العمل الإلهي العميقة. كان الرّب يسوع المسيح بعد قيامته، يفاجئ تلاميذه بظهوره لهم، فكان يظهر لهم بوجوه يتنكّر بها، وحالما كان يكشف عن نفسه، كان يختفي. إن الرّب يسوع نفسه الذي ما زال حيًّا، وما زال يعمل، يفاجئ الأنفس التي لا تملك إيمانًا طاهرًا وثاقبًا. كلّ ما يجري فينا وحولنا ووسطنا، يحتوي على عمله الإلهي ويغطّيه، وإن كان خفيًّا، ما يجعل أن نكون دائمًا متفاجئين وألاّ نعرف عمله إلاّ بعد زواله. إن ثقبنا الحجاب وكنّا متيقّظين ومتنبّهين، سيتجلّى الله لنا دومًا وسننعم بعمله في كلّ ما يحصل لنا. عند حدوث أي أمر، كنّا سنقول: ” إِنَّه الرَّبّ!” وكنّا سنجد في كلّ الظروف أنّنا نتلقّى هبة من الله، وأنّ المخلوقات هي آلات ضعيفة، وأنّ لا شيء ينقصنا، وأنّ ورعاية الله الدائمة تجعله يؤمّن لنا كلّ ما يناسبنا.
maronite readings – rosary.team