الأحد، ٣ مارس : القدّيس بطرس خريزولوغُس
إن كان سلوك هذا الشاب يثير استياءَنا، فبالحري أن يجعلنا رحيله نشعر بالاشمئزاز: أمّا نحن، فعلينا ألاّ نبتعد أبدًا عن أب كهذا! فَوَحدها رؤية الأب تُبعِد عن الخطايا، وتصَدّ الخطأ، وتستثني أيّ سوء تصرّف وأيّ تجربة. ولكن، إن رحلنا وأنفقنا ميراث الأب كلّه في حياةٍ من الفوضى، وإن حصل أن ارتكبنا خطأً أو عملاً سيّئًا، أو إذا سقطنا في هاوية العقوق وفي انهيارٍ كُلّيّ، فلننهض لِمَرّة ولنرجع إلى أبٍ كلّيّ الصلاح، بدعوة من هذا المثل الرائع. “وكانَ لم يَزَلْ بَعيداً إِذ رآه أَبوه، فتَحَرَّكَت أَحْشاؤُه وأَسرَعَ فأَلْقى بِنَفسِه على عُنُقِه وقَبَّلَه طَويلاً.” أسألكم: أيّ مكان هنا لليأس؟ وأيّ داعٍ للأعذار؟ وأيّ سبب خاطئ للخوف؟ إلاّ إن كنّا نخشى ربّما مواجهة الأب، ونخاف من قُبَلاته ومعانقته لنا؛ إلاّ إن كنّا نعتقد أنّ الأب يريد أن يُمسِك لِيسترجع، بدل أن يستقبل لِيغفر، عندما يجذب ولده بيده، يضمّه إلى صدره، يغمره بين ذراعيه. لكن مثل هذا التفكير الّذي يسحق الحياة، ويُعارض خلاصنا، قد هُزِم تمامًا، ودُمِّر بالكامل من خلال ما يلي: “فقالَ الأَبُ لِخَدَمِه: أَسرِعوا فأتوا بِأَفخَرِ حُلَّةٍ وأَلبِسوه، واجعَلوا في إِصبَعِه خاتَمًا وفي قَدَمَيه حِذاءً، وأتوا بالعِجْلِ المُسَمَّن واذبَحوه فنأكُلَ ونَتَنَعَّم، لأنَّ ابنِي هذا كانَ مَيتًا فعاش، وكانَ ضالاًّ فوُجِد”. هل يمكننا بعد أن نتأخّر، بعد سماعنا ذلك؟ ماذا ننتظر لنرجع إلى الآب؟
maronite readings – rosary.team