الأحد، ٤ أغسطس : القدّيس هيلاريوس
لم تعد هذه الكنعانيّة الوثنيّة بحاجة إلى الشفاء، بما أنّها اعترفت بأنّ المسيح هو رَبّ وابن داود، ولكنّها طلبت المعونة لابنتها، أي للجماعة الوثنيّة الّتي تسيطر عليها الأرواح النجسة. فصَمَتَ الربُّ، تاركًا بِصَمته امتياز الخلاص لإسرائيل… وإذ كان يحمل في داخله سرّ إرادة الآب، أجاب بأنّه لم يرسَل إلاّ إلى الخراف الضالّة من بيت إسرائيل، ليبدو واضحًا وضوح الشمس أنّ ابنة الكنعانيّة هي رمز للكنيسة. وهنا لا يُقصد بأنّ الوثنييّن لن ينالوا الخلاص أيضًا، ولكنّ الربّ “إِلى بَيْتِهِ جَاء، وأَهْلُ بَيْتِهِ مَا قبِلُوه” (يو 1: 11)، وكان ينتظر باكورة الإيمان من الشعب الّذي أتى منه، بما أنّ الآخرين سينالون الخلاص بفضل بشارة الرسل… ولنفهم أنّ صمت الربّ أتى من حيث مراعاة الوقت، لا لعائق وضعه بإرادته، أضاف: “ما أعظم إيمانك أيّتها المرأة!” وقد أراد أن يقول بذلك إنّ هذه المرأة الّتي كانت واثقة من نيلها الخلاص، كانت تؤمن – وهذا أفضل بكثير – بجمع الوثنيّين، في وقت قريب، حيث سيتحرّرون مثل هذه الفتاة، بفضل إيمانهم، من سيطرة الأرواح النجسة بكلّ أشكالها. والتأكيد على ذلك يلي: ففي الواقع، بعد تجسيد ابنة المرأة الكنعانيّة لصورة الشعب الوثنيّ، أتت جموع بأناس مصابين بمختلف الأمراض إلى الربّ على الجبل (راجع مت 30:15). هم أشخاص غير مؤمنين، أي مرضى، ولكنّ المؤمنين اقتادوهم إلى العبادة والسجود فنالوا الخلاص ليدركوا الله ويعاينوه ويسبّحوه ويتبعوه.
maronite readings – rosary.team