الأحد، ٦ أغسطس : القدّيس يوحنّا الدمشقيّ
في الأيّام الخوالي، حدث أن كانت رعودٌ وبروقٌ وسحابٌ كثيفٌ على جبل سيناء (راجع خر 19: 16) لتكشف عن تنازل الربّ ولتعلن أنّ ذاك الذي أعطى الشريعة كان متعذّر الوصول إليه… وأنّ الخالق كان يُعرّف عن نفسه من خلال أعماله. أمّا الآن، فكلّ شيء قد امتلأ من النور والبهاء، لأنّ الربّ صانع الكلّ قد جاء من حضن الآب. هو لم يتخلَّ عن مسكنه، أي مكانته في حضن الآب، لكنّه نزل ليكون مع العبيد، واتّخذ صورة العبد وصار شبيهاً بالبشر وظهر في صورة الإنسان بطبيعته (راجع في 2: 7) كي يجعلنا نفهم الله الذي لا يستطيع البشر سبر غوره. من خلاله وبه، أظهر بهاء الطبيعة الإلهيّة. فيما مضى، صنع الله الإنسان في وحدة مع نعمته. وعندما نفخ نسمة الحياة في الإنسان الجديد الذي خلقه من التراب، حين نقل إليه كلّ ما كان يتميّز به، منحه شرف خلقه على صورته كمثاله (راجع تك 1: 27). أسكنه جنّة عدن وجعل منه أخًا للملائكة. لكن بما أنّنا شوّهنا الصورة الإلهيّة وحجبناها خلف طين رغباتنا المنحرفة، فقد دخل الرحوم معنا في اتّحاد ثانٍ، ثابت ورائع أكثر بكثير من الاتّحاد الأوّل. مع المحافظة على سمو ألوهيّته، قبل أيضًا بما هو دونه، خالقًا الإنسان في ذاته؛ لقد مزج المثال الأصلي بالصورة وهو اليوم يظهر جماله من خلالها. “فأَشَعَّ وَجهُه كالشَّمس”(مت 17: 2)، لأنّه تماهى مع النور غير المادي في ألوهيّته؛ لذلك أصبح هو شمس البِرّ (راجع ملا 3: 20). لكنّ ثيابه أصبحت بيضاء كالثلج لأنّها نالت المجد من خلال الرداء وليس من الاتحاد، من خلال العلاقة وليس بالطبيعة. “وإِذا غَمامٌ قَد ظَلَّلَهُم” جاعلًا بهاء الرُّوح مرئيًّا.
maronite readings – rosary.team