الأحد، ٧ أبريل : الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن
يجب ألاّ نعتبر أنّ القدّيس توما كان مختلفًا كثيرًا عن باقي الرسل. كلّهم، بطريقة أو بأخرى، فَقَدوا الثقة في وعود الرّب يسوع المسيح عندما رأَوه مقبوضًا عليه ليُصلَب. وعندما وُضِعَ في القبر، دُفِنَ رجاؤهم معه، وعندما حَملوا إليهم البشرى بأنّه قام، لم يؤمِنْ بذلك أحدٌ. عندما ظهرَ لهم، “وبَّخَهم بعدم إيمانهم وقساوة قلوبهم” (مر 16: 14)… اقتنَعَ توما في النهاية، لأنّه رأى الرّب يسوع المسيح في آخر الأمر. في المقابل، من المؤكّد أنّه ليس تلميذًا متحفّظًا وفاترًا؛ لأنّه كان قد أعربَ في السابق عن رغبته في مشاطرة الخطر المُحدِق بسيّده وفي التألّم معه…: “فَلنَمضِ نحن أيضًا لنموتَ معه!” (يو 11: 16). فإنّه بسبب توما، عرّضَ الرُّسل حياتهم للخطر مع معلِّمِهم. إذًا، فقد أحبّ القدّيس توما معلِّمَه، كرسولٍ حقيقيٍّ، ووضعَ ذاته بتصرّفه. لكنّه عندما رآه مصلوبًا، ضعُف إيمانه لوقتٍ، كالآخرين… فانفَصَلَ، رافضًا الشهادة ليس من شخصٍ واحدٍ فقط، لكن من عشرةٍ آخرين، من مريم المجدليّة ومن نسوةٍ أُخريات… كان بحاجة، على ما يبدو، إلى دليلٍ منظورٍ لما هو غير منظور، علامة ناجعة آتية من السماء، كسُلَّم ملائكة يعقوب (راجع تك 28: 12)، ليهدّئ اضطرابه من خلال إظهار الهدف من الطريق في لحظة الانطلاق. لقد سكنَه توقٌ خفيّ إلى اليقين، لكنّ هذا اليقين ظهرَ إلى العلن عند البشرى بقيامة الرّب يسوع المسيح. لقد قَبِلَ مخلِّصَنا بضعف توما، واستجاب لتوقه، لكنّه قال له: “لأنّك رأيتَني آمَنتَ. طوبى للذين آمنوا ولم يرَوا”. بهذه الطريقة خَدَمَه كلّ تلاميذه، حتّى في ضعفهم، لكي يحوّلَ هذا الضعف إلى تعاليم لكنيسته وإلى تشجيع لها.
maronite readings – rosary.team