الأحد، ٧ يناير : أوريجينُس
إنّ الرّب يسوع هو الغصن الّذي خرج “مِن جذعِ يَسَّى” (إش 11: 1) بحسب الجسد، وقد “وُلِدَ مِن نَسْلِ داوُدَ بِحَسَبِ الطَّبيعةِ البَشَرِيَّة وجُعِلَ ابنَ اللهِ في القُدرَةِ، بِحَسَبِ روحِ القَداسة” (رو 1: 3-4). نعم، هو الغصن الّذي خرج “مِن جذعِ يَسَّى”، غير أنّه ليس غصنًا، هو “بِكْرُ كُلِّ خَليقَة.” (كول 1: 15)؛ هو ليس غصنًا فحسب، بل هو الربّ و”الكلمة الّذي كان في البدء لدى الله” (يو 1: 1)، ومع ذلك الّذي وُلد بحسب الجسد هو فعلاً “الغصن الّذي خرج من جذع يسّى: زهرة تفتّحت من جذوره”… “ويَحِلُّ علَيه روحُ الرَّبّ روحُ الحِكمَةِ والفَهْم”(إش 11: 2). لم يحلّ روح الحكمة على موسى، لم يحلّ روح الربّ على يشوع، لم يحلّ روح الربّ على أحد من الأنبياء، ولا على إشعيا، أو إرميا… لقد أتى إلى موسى، ولكن بعد هذه الزيارة، زيارة روح الحكمة، ضَعُف إيمان موسى: “اِسمَعوا أيُّهَا المُتَمَرِّدون، أَنُخرِجُ لَكم مِن هذه الصَخرَةِ ماءً؟” (عد 20: 10) لقد أتى إلى كلّ الأبرار. لقد أتى إلى إشعيا، ولكن ماذا قال هذا الأخير؟ “وَيلٌ لي، قد هَلَكتُ لِأَنَّي رَجُلٌ نَجِسُ الشَّفَتَين” (إش 6: 5)… يستطيع الرُّوح أن يأتي حقًّا إلى أي إنسان، ولكن لا يستطيع أن يحلّ، لأنّ كلّ إنسان يخطأ ولا يوجد بارٌّ على وجه الأرض يصنع الخير ولا يخطأ أبدًا. “مَنْ يُخْرِجُ الطَّاهِرَ مِنَ النَّجِسِ؟ لاَ أَحَدٌ!” (أيّ 14: 4)… فإنّ أتى الرُّوح إلى الكثيرين، غير أنّه لم يستقرّ على أحد. وفي الكتاب المقدّس نقرأ هذه الآية: “لا تَثُبتُ رُوحي في الإِنسانِ لِلأَبَد” (تك 6: 3)… لقد رأى يوحنّا إنسانًا واحدًا فقط عليه قد حل واستقرّ الرّوح القدس وكانت هذه العلامة الّتي أعطاه إيّاها الله: ” إِنَّ الَّذي تَرى الرُّوحَ يَنزِلُ فيَستَقِرُّ علَيهِ، هو ذاكَ الَّذي يُعَمِّدُ في الرُّوحِ القُدُس. وَأَنا رأَيتُ وشَهِدتُ أَنَّه هو ابنُ الله”.
maronite readings – rosary.team