الأحد، ٨ يناير : القدّيسة تيريزيا – بينيديكت الصليب
في سِفر الرؤيا، يرى القدّيس يوحنّا “حَمَلاً قائِمًا كأَنَّه ذَبيح” (رؤ 5: 6)… وعلى ضفاف الأردن، قال القدّيس يوحنّا المعمدان عن الرّب يسوع: “هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم” (يو 1: 29). كان يوحنّا الرسول قد فهم سابقًا هذه الكلمة، وفَهِمَ الآن هذه الصورة. ذاك الّذي كان يسير في الماضي على ضفاف الأردن والّذي أظهر له الآن ذاته “بِثَوب أبيض، وعَينين كلَهَبِ النَّار” وبسيف القاضي، هو “الأَوَّلُ والآخِر” (رؤ 1: 13-17)، قد أنجز في الحقيقة كلّ ما رسمته بالرموز شعائرُ العهد القديم. في اليوم الأكثر قداسةً واحتفالاً، عندما كان رئيس الكهنة يدخل قُدسَ الأقداس، المكان المقدّس بشكل رهيب بسبب الحضور الإلهيّ، كان يأخذ معه مسبقًا تَيسَين: واحدًا ليُحَمِّلَه خطايا الشعب لكي يأخذها إلى الصحراء، والآخَر لِيَرُشَّ بِدمه الخيمة وتابوت العهد (راجع أح 16). كانت تلك ذبيحة الخطيئة المقدَّمة من أجل الشعب… ثمّ كان يُضَحّي بمُحرَقة من أجله ومن أجل الشعب كلّه، وكان يحرق كلّيًّا بقايا ضحيّة التكفير… كان يومُ المصالحة ذاك يومًا احتفاليًّا ومقدّسًا… ولكن، ما الّذي يكون قد حقّق هذه المصالحة؟ ليس دم الحيوانات المذبوحة ولا عظيم الكهنة من سلالة هارون، كما قال القدّيس بولس في رسالته إلى العبرانيّين (راجع عب 8 و9). بل حقّقتها ذبيحةُ المصالحة الكبرى الّتي استُبِقَت في جميع الذبائح الّتي تنصّ عليها الشريعة، حقّقها رئيس الكهنة “على رُتبَةِ مَلْكيصادَق” (مز 110[109]: 4)… كان هو أيضًا حَمَل الفصح الحقيقيّ الّذي بسببه كان الملاك المُبيد يَعبُر عن بيوت العبرانيّين بينما كان يضرب المصريّين (راجع خر 12: 23). وكان الربّ نفسه قد ألمح بذلك لتلاميذه عندما أكل معهم حَمَل الفصح للمرّة الأخيرة، ثمّ أعطاهم ذاته غذاءً.
maronite readings – rosary.team