الأحد، ٩ يوليو : القدّيس كيرِلُّس
أقام ربّنا يسوع المسيح مرشدين ومعلّمين للعالم أجمع، “خَدَمًا لِلمسيح ووُكَلاءَ أَسرارِ الله” (راجع 1كور 4: 1). وأوصاهم أن يتألّقوا وأن ينيروا ليس فقط بلاد اليهود… بل أن يسطع نورهم في كل مكان تحت الشمس، وعلى البشر القاطنين في أرجاء المسكونة (راجع مت 5: 14). أراد أن يُرسل تلاميذه كما أرسله الآب (يو 20: 21)؛ وهؤلاء الذين كانوا مُعدّين أن يتشّبهوا به وجب عليهم أن يكتشفوا ما هي المهمة التي لأجلها أرسل الآب ابنه. وهو بنفسه يفسرّ لنا وبوسائل مختلفة طابع مهمته. إذ قال يومًا: “ما جِئتُ لأُدعُوَ الأَبرار، بَلِ الخاطِئينَ إِلى التَّوبَة” (لو 5: 32). وقال أيضًا: “فقَد نَزَلتُ مِنَ السَّماء لا لِأَعمَلَ بِمَشيئتي بل بِمَشيئَةِ الَّذي أَرسَلَني” (يو 6: 38). وفي مرة أخرى قال: “فإِنَّ اللهَ لَم يُرسِلِ ابنَه إِلى العالَم لِيَدينَ العالَم بل لِيُخَلَّصَ بِه العالَم” (يو 3: 17). وهو إذ قال إنَّه يُرسِل تلاميذه كما أرسله الآب إنما يلخّص دور الرسل ببعض الكلمات. فهم يكونوا قد عرفوا عندها أنه واجب عليهم أن يدعوا الخاطئين إلى التوبة، وأن يداووا المرضى جسديًا وروحيًا؛ وعليهم أن لا يسعوا إلى تنفيذ مشيئتهم بل إلى تنفيذ مشيئة ذاك الذي أرسلهم، بحسب مهمتهم كوُكَلاءَ أَسرارِ الله؛ وأخيرًا عليهم أن يخلّصوا العالم طالما أن هذا الأخير سيتلّقى تعاليم الربّ.
maronite readings – rosary.team