الأربعاء، ١٠ مايو : القدّيس قيصاريوس
نتيجة الخطيئة، ملأ الإنسان طريقه بالعوائق، لكن سرعان ما أصبحت هذه الطريق قويمة حين مرّ عليها الرّب يسوع المسيح بعد قيامته، وحوّلها من شارع ضيّق إلى جادّة جديرة بالملوك. إنّ التواضع والمحبّة هما القدمان اللذان يسمحان بعبور هذه الجادّة بسرعة. يشعر الجميع بالانجذاب نحو قمم المحبّة، لكنّ التواضع هو الدرجة الأولى التي يجب صعودها. لماذا ترفع قدمك ليصبح أعلى منك؟ هل تريد أن تسقط بدل أن تصعد؟ ابدأ بالدرجة الأولى أي التواضع، وهي تجعلك تصعد السلم. لذا، لم يكتفِ ربّنا ومخلّصنا بالقول: “فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه”، بل أضاف قائلاً: “ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني”. ما معنى “يَحمِلْ صليبَه”؟ أن يتحمّل كلّ ما يزعجه، هكذا سيتبعني. حين يتبعني، ملتزمًا بحياتي وبوصاياي، سيجد على الطريق أشخاصًا كثيرين سيعارضونه ويحاولون تغيير مساره، أشخاصًا لن يكتفوا بأن يسخروا منه، لكنّهم سيضطهدونه. هؤلاء الأشخاص ليسوا موجودين بين الوثنيّين الذين لا ينتمون إلى الكنيسة فحسب؛ فالبعض منهم موجود وسط أولئك الذين يبدون منتمين إلى الكنيسة، إن حكمنا عليهم من الخارج. إن كنت ترغب في اتِّباع الرّب يسوع المسيح، احمل صليبه بدون تأخير وتحمّل الأشرار بدون أن تسمح لهم بهزمك. “مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني”. إن أردنا تطبيق هذا الكلام، فلنبذل أقصى جهودنا، بمعونة الله، لنلتزم بما قاله القدّيس بولس: “فإِذا كانَ عِندَنا قُوتٌ كُسوَة فعَلَينا أَن نَقنَعَ بِهِما. أَمَّا الَّذينَ يَطلُبونَ الغِنى فإِنَّهم يَقَعونَ في التَّجرِبَةِ والفَخِّ وفي كَثيرٍ مِنَ الشَّهَواتِ العَمِيَّةِ المَشؤُومَةِ الَّتي تُغرِقُ النَّاسَ في الدَّمارِ والهَلاك (1تم 6: 8-9). فليتكرّم علينا الربّ بوضعنا تحت حمايته وبإنقاذنا من هذه التجربة.
maronite readings – rosary.team