الأربعاء، ١٠ يوليو : قصّة حياة الشهداء المسابكيين الموارنة
يوم 9 تمّوز/يوليو 1860، استفاقت دمشق على إشارة الصليب مرسومةً في الشوارع، من دون أن يَخفى على أحد، من عقلاء المسلمين، أنّ الغاية من ذلك إشعال نار الفتنة الطائفيّة؛ ولذلك، أهابوا بالوالي، أحمد باشا، أن يسارع إلى اتّخاذ الاحتياطات اللازمة. … والواقع أنّه، بدل العمل على تهدئة النفوس، ألقى القبض على بعض المسيحيّين لساعاتٍ من النهار، مواصلاً الشحن لما أزمع عليه من شغب وأذيّة، حتّى إذا حان العصر، تعالى صوت الرصاص واقتُحمت كنيسة الروم، وأُضرمت النار في البطريركيّة، وراحت تمتدّ هي وأيدي النَّهب إلى البيوت حتّى طالت حيّ المسيحيّين بكامله. وفي صباح 10 تمّوز/يوليو 1860، كانت النار وصلت إلى باب توما والتهمت دير الفرنسيسكان، مثله مثل كنيسة الموارنة ودير الآباء الكبّوشيين. واستمّر ذاك الحريق نحوًا من خمسة أيّام. ونحو الثامنة مساء، انتقل الإخوة فرنسيس وعبد المعطي وعائلتاهما مع رفائيل إلى دير الفرنسيسكان ظنًّا منهم أنّ المعتدين لا يتعرّضون للنساء والأولاد. لكنّهم استشهدوا منتصف الليل على يد معتدين. وإذا كان من ناحية مشرقة في تلك المسألة الحالكة، فهي نجاة أرواح وبيوت في جوار حيّ المسلمين بقدرة القادرين من عقلائهم وغيرتهم ونبل أخلاقهم وحميّتهم، ومنهم الأمير عبد القادر الجزائريّ وصالح وسليم آغا المهاينيّ ومحمود أفندي حمزه وعمر آغا العابد وسعيد النوري وفارس آغا شُمّر وأبو عثمان جبري ودرويش آغا ونجل أحمد آغا اليوسف. ولأنّ عدوى السّوءِ تُخشى، فقد سرت البلبلة في ظاهر دمشق ومناطق أخرى كجبل القلمون والنبك ومعلولة وحمص وبعلبك وحوران، حيث للمسيحيّين وجود وحضور، فصار يهرب مَن يهرب ويختبئ مَن يختبئ، وفي المقابل يهبّ من يهبّ لينجد ويطمئن ويحمي في تلك المناطق كما في دمشق، أمثال محمّد آغا سويدان في القلمون، وفارس آغا قائمقام بعلبك، وحجّو أفندي الرفاعي وآل سباعي في حمص، وأحمد الترك في حوران.
maronite readings – rosary.team