الأربعاء، ١٢ يوليو : البابا فرنسيس
بعد الفكرتين السّابقتين: تَفَجُر البُعد الإرسالي للكنيسة وأمومتها، تَرِد إلى ذهني فكرة ثالثة هي: فرح برنابا عندما رأى عدد الذين كانوا ينضمون إلى الرب – يقول الكتاب: “فانضمَّ إِلى الرَّبِّ خَلْقٌ كَثير” (أع 11: 24) – فعندما رأى هذه الجموع غمره الفرح. “فلَمَّا وَصَلَ (برنابا) ورأَى النِّعمَةَ الَّتي مَنَحَها الله، فَرِحَ” (أع 11: 23). إنه بالحقيقة فرح المُبشر. إنها، على حد تعبير البابا بولس السادس، “عذوبة وعزاء فرح الكرازة” (راجع الإرشاد الرسولي إعلان الإنجيل، رقم 80). إلا أن هذا الفرح قد انطلق مع اضطهاد، ومع حزن كبير، لينتهي بغبطة. وهكذا تتابع الكنيسة مسيرتها إلى الأمام، كما قال القديس أوغسطينس، بين اضطهادات العالم وتعزية الرب (راجع: مدينة الرب، 18، 51، 2). هذه هي حياة الكنيسة. فإن أردنا السير بحسب طريق العالم، بعقد المفاوضات مع العالم… فلن ننال أبدًا تعزية الرب. وإن كنا نبحث فقط عن العزاء، فلن نحصل إلا على العزاء السطحي، وليس عزاء الرب، وسوف تكون تعزية بشرية. إن الكنيسة تسير دائما بين الصليب والقيامة، بين الاضطهادات وتعزية الرب. إن هذا هو الطريق: فمن يسير على هذا الطريق لا يخطئ. دعونا نفكر اليوم في البعد الإرسالي للكنيسة: هؤلاء التلاميذ الذي خرجوا من أنفسهم، وكذلك المسيحيون الأولون الذين تحلوا بالشجاعة من خلال تبشيرهم بالرّب يسوع لليونانيين… لنتأمل في هذه الكنيسة الأم التي كانت تنمو، تنمو بأبناء جدد، مانحة إياهم هويّة الإيمان، إذ أنه لا يمكننا أن نؤمن بالرّب يسوع من دون الكنيسة… دعونا نطلب من الرب أن يمنحنا شجاعة التكلم علانية هذه، وذاك الحماس الرسولي، الذي يدفعنا للذهاب قُدما، كإخوة، كلنا معًا: إلى الأمام!
maronite readings – rosary.team