الأربعاء، ١٣ سبتمبر : القدّيس بُطرس دامِيان
إنّها مسألة كبيرة، في الحقيقة، “أن يترك المرء كلّ شيء”؛ لكن “أن يتبع الرّب يسوع المسيح” مسألة أكبر بعد. فقد أظهرت لنا الكتب أنّ الكثيرين قد تركوا كلّ شيء ولكنّهم لم يتبعوا الرّب يسوع المسيح. إنّ اتّباع الرّب يسوع هو مهمّتنا، إنّه عملنا، وفيه يُقتَصر جوهر خلاص الإنسان. لكن يستحيل علينا اتّباع الرّب يسوع ما لم نتخلّ عن كلّ ما يُعيقنا. “فهو… كالجبَّارِ يبتَهِجُ في عَدْوِه” (راجع مز 19[18]: 6)، لذلك يتعذّر على أيّ شخص اللحاق بالرّب يسوع المسيح إن كان مُقيّدًا بحمل ثقيل. قال بطرس: “ها قد تركنا نحن كلّ شيء”. لم نترك ممتلكات هذا العالم فحسب، بل تخلّينا عن رغبات نفسنا أيضًا. فلا يكون قد تخلّى عن كلّ شيء مَن يبقى متعلّقًا ولو بذاته. طبعًا، لا ينفع المرء أن يتخلّى عن كلّ شيء ما عدا ذاته، لأنّه ما من حمل أثقل بالنسبة إلى الإنسان من ذاته. فما من مستبدّ ظالم وما من سيّد عديم الشفقة أكثر من إرادة المرء ذاتها… وبالتالي، علينا التخلّي عن ممتلكاتنا وعن إرادتنا الخاصّة إذا أردنا اتّباع ذاك الذي “لَيسَ لَهُ ما يَضَعُ عَلَيهِ رَأسَهُ” (لو 9: 58)، وذاك الذي “نزل من السماء لا ليعمل بمشيئته بل بمشيئة الذي أرسله” (راجع يو 6: 38).
maronite readings – rosary.team