الأربعاء، ١٥ مايو : القدّيس يوحنّا بولس الثاني
في مدرسة مريم، المرأة “الافخارستيّة”: إن مريم قد عاشت، بطريقة ما، إيمانًا افخارستيًّا حتّى قبل تأسيس الإفخارستيا، وذلك بمجرد أنّها قدّمت حشاها البتوليّ لتجسّد كلمة الله. وفيما تشير الإفخارستيا إلى الآلام والقيامة، فهي في الوقت نفسه استمرار للتجسّد. في البشارة حبلت مريم بابن الله، حبلاً حقيقيًّا طبيعيًّا بالجسد والدم، مستبقةً في ذاتها إلى حدّ ما، ما يحصل سرّيًّا في كلّ مؤمن يتناول، تحت أعراض الخبز والخمر، جسد الربّ ودمه. هناك إذًا تشابه عميق بين “فليكن لي بحسب قولك”، جواب مريم لكلمات الملاك، وبين الـ”آمين” التي يلفظها كلّ مؤمن عند تناوله جسد الربّ. طُلب من مريم أن تؤمن بأنّ الّذي حبلت به “بقوّة الرُّوح القدس” كان “ابن الله” (راجع لو1: 30-35)، وتماشيًا مع إيمان مريم، يُطلب منّا أن نؤمن، في السرّ الإفخارستيّ، بأنّ الرّب يسوع هذا نفسه، ابن الله وابن مريم، يجعل ذاته حاضرًا بكمال كيانه البشريّ والإلهيّ، تحت أعراض الخبز والخمر. “طوبى للّتي آمنت” (لو 1: 45).
maronite readings – rosary.team