الأربعاء، ١٥ يونيو : القدّيسة تيريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس
“لَيسَ لأحَدٍ حُبٌّ أعظمُ من أن يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أحِبّائه” (يو 15: 13). خلال تأمّلي بكلمات الرّب يسوع هذه، فهمتُ كم أنّ حبّي لأخَواتي غير كامل، واكتشفتُ أنّني لا أحبّهنّ كما يحبّهنّ الربّ. فهمتُ الآن أنّ المحبّة الكاملة تقتضي أن نتحمّل نقائص الآخرين، وألاّ نتفاجأ بضعفهم، وأن نتعلّم من أصغر الأعمال والفضائل التي يمارسونها. لكن أهمّ ما فهمته هو أنّ المحبّة يجب ألاّ تُحجَب داخل القلب، إذ “لا يُوقَدُ سِراجٌ وَيوضَعُ تَحتَ المِكيال، بل على المَنارَة، فَيُضيءُ لِجَميعِ الذينَ في البَيت” (مت 5: 15). يبدو لي أنّ هذا السّراج يمثّل المحبّة التي يجب أن تُضيء وأن تُفرح ليس فقط الأحبّاء، ولكن “جَميع الذينَ في البَيت” بدون استثناء أحد. عندما أمرَ الربّ شعبَه بأن يحبّ قريبه حبّه لنفسه (راجع لا 19: 18)، لم يكن قد جاء بعد إلى الأرض. ونظرًا إلى معرفته لحجم الحبّ الذي يكنّه الانسان لنفسه، لم يستطع أن يطلب من مخلوقاته حبًّا أكبر نحو القريب. ولكن، عندما أعطى الرّب يسوع رُسُله “الوصيّة الجديدة” أي وصيّته الخاصّة، لم تعد أن نحبّ القريب حبّنا لأنفسنا، بل أن نحبّه كما أحبّنا يسوع وكما سيحبّنا حتّى انقضاء الدهر. يا ربّ، أنا أعلم بأنّك لا تطلب شيئًا مستحيلاً كونك تعلم بضعفي وبنقصي، وتعلم بأنّني لن أستطيع أبدًا أن أحبّ أخَواتي كما تحبهنّ، إن لم تحبّهنّ بنفسكَ من خلالي، يا ربّي. لقد وضعتَ هذه “الوصيّة الجديدة” لأنّكَ أردتَ أن تمنحني هذه النعمة. كم أحبّه بما أنّه يؤكّد لي أنّ مشيئته هي أن يحبّ من خلالي جميع الذين طلب منّي أن أحبّهم. نعم، أنا أشعر بذلك؛ حين أُحِبّ، فإنّ الرّب يسوع هو الذي يعمل من خلالي.
maronite readings – rosary.team