الأربعاء، ١٦ فبراير : القدّيس هيلاريوس
“لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُبْطِلَ التَّوْرَاةَ أَوِ الأَنْبِياء. مَا جِئْتُ لأُبْطِل، بَلْ لأُكَمِّل”. إنّ قوّة كلام ابن الله هذا تختزن سرًّا عميقًا. إنّ الشريعة كانت تفرض بالفعل أفعالاً، ولكنّها وجّهت هذه الأفعال كلّها نحو الإيمان بالحقائق التي سيكشفها الرّب يسوع المسيح، لأنّ تعليم المخلّص وآلامه هما الهدف الأكبر والمستتر لإرادة الآب. لقد أُعلِنت الشريعة، تحت غطاء الكلام الموحى به، ميلاد ربّنا يسوع المسيح وتجسّده وآلامه وقيامته؛ لقد علَّمنا الأنبياء والرسل مرارًا وتكرارًا أنّ سرّ الرّب يسوع المسيح قد أُعِدَّ منذ الأزل، ليُكشَفَ في زمننا… لم يشأ الرّب يسوع المسيح أن نفكّر في أنّ أعماله أمرًا آخر غير ما تفرضه الشريعة، لذلك أكّد بنفسه: “مَا جِئْتُ لأُبْطِل، بَلْ لأُكَمِّل”. كما أكّد أيضًا أنّه “قَبْلَ أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ والأَرض، لَنْ يَزُولَ مِنَ التَّوْرَاةِ يَاءٌ أَو نُقْطَة”، لأنّه بالمسيح تجد الشريعة وكلّ الأنبياء كمالهم. لقد أعلن الربّ في وقت آلامه: “تمّ كلّ شيء”. في هذا الوقت تأكّد كلّ كلام الأنبياء. لذلك، أكّد الرّب يسوع أنّه، حتّى أصغر وصايا الله، لا يمكن أن تبطل دون أن نخطئ تجاه الله… لا شيء يمكن أن يكون متواضعًا إلاّ أصغر الأشياء، والأكثر تواضعًا كان آلام الرب يسوع المسيح وموته على الصليب.
maronite readings – rosary.team