الأربعاء، ١٦ مارس : القدّيس رومانُس المرنِّم
أمام فساد البشر، صلّى إيليّا ليكون العقاب أشدّ قساوة. عندما رأى الله الرحيم ذلك، أجابه قائلاً: “أنا أعلم كم هي عظيمة غيرتك للخير (راجع 1مل 19: 14)، أعرف إرادتك الطيّبة، لكنني أشفق على الخطأة حين يُعاقَبون بشدّة. أنت تغضب لأنَك إنسان بارّ، ألا تستطيع التراجع؟ فأنا لا أريد “أَن يَهلِكَ واحِدٌ من هَؤلاءِ” (مت 18: 14)، لأنّني صديق البشر الوحيد”. عندئذٍ، وعندما رأى الرّب مزاج النبيّ المفاجئ تجاه البشر، قَلِقَ على جِنسِهم. فأبعَدَ إيليّا عن الأرض الّتي كانوا يسكنونها، قائلاً: “ابتعِد عن موطن البشر، فأنا، برحمتي، سأنزل إلى الإنسان من خلال تجسّدي. فاترُك الأرض واصعَدْ، لأنّك لا تستطيع أن تتحمّل أخطاء البشر. بينما أنا الّذي من السماء، سأعيش بين الخطأة وسأخلّصهم من خطاياهم، أنا، صديق البشر الوحيد. “إن كنتَ لا تستطيع أن تسكن مع البشر المُذنبين، فتعالَ إلى هنا، أُسكُن ديار أحبّائي، حيث لا خطيئة. فأنا هو مَن سينزل، لأنّي أستطيع أن أحمل فوق كتفيّ نعجتي الضالّة، وأُرجِعها (لو 15: 5)، وأهتف للمُتعَبين: أسرعوا جميعكم، أيّها الخطأة، “تَعالَوا إِليَّ جَميعاً أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم” (مت 11: 28). لأنّني ما جئتُ لأعاقِب الّذين خلقتُهم، بل لأُخرِج الخطأة من الضلال، أنا، صديق البشر الوحيد”. وهكذا، عندما رُفِعَ إيليّا إلى السماوات (راجع 2مل 2: 11)، ظهر وقتئذٍ كصورة عن المستقبل. هذا التِّشبيّ (راجع 1مل17: 1) رفعته مركبة من نار؛ والرّب يسوع المسيح قد رُفِعَ وسط الغمام والقوّات (راجع أع 1: 9). فالأوّل ترك رداءه يقع من أعلى السماء لأليشاع (2مل 2: 13)؛ وأرسل الرّب يسوع إلى رسله الرُّوح القدس، المؤيّد، الّذي نلناه نحن المعمَّدين جميعًا، وبه تَقَدّسنا، كما يُعَلِّمنا صديق البشر الوحيد.
maronite readings – rosary.team