الأربعاء، ١٨ أكتوبر : المجمع الفاتيكانيّ الثاني
ليس بخفيٍّ على أحد أنّ الأناجيل تحتلّ بحقٍّ بين كلِّ الأسفار المقدّسة، حتّى كتب العهد الجديد، مكانَ الصدارة، إذ إنّها الشهادةُ الرئيسيّةُ على حياة الكلمةِ المتجسّد فادينا وتعليمه. إنَّ الكنيسةَ تمسَّكَتْ وتتمسَّكُ دائمًا وفي كلّ مكان بأنّ الأناجيل الأربعة تتأصَّلُ في الرسل. فما بشَّرَ به الرسل بأمرٍ مِن الرّب يسوع المسيح سَلَّمونا إيّاه، هم وصحبهم، كتابةً، وذلك بنفحة الرُّوح القدس. وهذه الكتابات هي أساس الإيمان، أي الإنجيل الرباعي الشكل، حسب القدّيسين متّى ومرقس ولوقا ويوحنّا. إنَّ أمَّنا الكنيسة المقدّسة تمسَّكَتْ وتتمسَّكُ بشكلٍ قاطع مُطلق بأنَّ الأناجيل الأربعة الآنفة الذكر، التي تجزِم دون تردّد بتاريخيَّتِها، تحمل إلينا بأمانةٍ كلَّ ما عمله حقًّا الرّب يسوع ابن الله، يوم كان يعيش بين البشر لخلاصِهم الأبدي، وكلَّ ما عمله، إلى ذلك اليوم الذي فيه صَعِدَ إلى السماء (راجع أع 1: 1-2). فالرُّسل، بعد صعود الربّ نقلوا إلى مستمعيهم أقوالَ الرّب يسوع المسيح وأعمالَه، بذلك الفهم المُتكامل الذي توصَّلوا إليه عن طريقِ أعمال الرّب يسوع المسيحِ المجيدة التي درَّبتهم، ونور روح الحقّ الذي علَّمهم. أمّا المؤلِّفون القدِّيسون فقد كتبوا الأناجيل الأربعة واختاروا بعضَ ما كان يُنقل بغزارةٍ، شفويًّا أو كتابةً، وأَوجزوا البعض الآخر أو فسَّروه مع مراعاة ظروف الكنائس، واحتفظوا أخيرًا بأسلوبِ الكرازة بحيث أنَّهم أعطونا دومًا عن الرّب يسوع ما هو حقٌّ وصادق. ولقد كتبوا بتلك النيَّة، سواء تدفّقت الأمور من ذاكرتهم وذكرياتهم الشخصيّة أو صَدَرَت عن شهادة أولئك الذين “عاينوا بأنفسهم منذ البدء وكانوا خدّامًا للكلمة، لنعرف (حقيقة) الكلام الذي تعلّمناه” (راجع لو 1: 2-4).
maronite readings – rosary.team