الأربعاء، ١٨ ديسمبر : القدّيس أوغسطينُس
“فرَفعَ يسوعُ صَوتَه وهُو يُعَلِّمُ في الهَيكَلِ قال: أَجَل، إِنَّكُم تَعرِفونَني وتعرفونَ مِن أَينَ أَنا. على أَنِّي ما جئتُ مِن نَفْسي فالَّذي أَرسَلني هو صادِق. ذاكَ الَّذي لا تَعرِفونَه أَنتُم”. ممّا يعني: إنّكم تعرفونني ولا تعرفونني؛ أو بمعنى آخر: تعرفون من أين أتيت ولا تعرفون. تعرفون من أين أنا: أنا يسوع الناصري؛ كما تعرفون أهلي أيضًا. فالأمر الوحيد الّذي كان مَخفيًّا عنهم في هذا المجال هو ولادته من عذراء … كانوا يعرفون عن الرّب يسوع كل ما يتعلّق بطبيعته البشريّة: مظهره، موطنه وعائلته ومكان ولادته. لقد كان الربّ محقًّا حين قال لهم: “إِنَّكُم تَعرِفونَني وتعرفونَ مِن أَينَ أَنا”. أمّا فيما يتعلّق بالطبيعة الإلهيّة، فقد قال لهم الرّب: “على أَنِّي ما جئتُ مِن نَفْسي فالَّذي أَرسَلني هو صادِق. ذاكَ الَّذي لا تَعرِفونَه أَنتُم”. فحتّى تعرفوه، يجب أن تؤمنوا بمَن أرسله، حينئذٍ تتعرّفون إليه، لأنّ “اللهَ ما رآهُ أَحدٌ قطّ الابنُ الوَحيدُ الَّذي في حِضْنِ الآب هو الَّذي أَخبَرَ عَنه ” (يو 1: 18)؛ كذلك: ” فما مِن أَحَدٍ يَعرِفُ مَنِ الِابْنُ إِلاَّ الآب، ولا مَنِ الآبُ إِلاَّ الِابنُ ومَن شاءَ الِابنُ أَن يَكشِفَهُ لَه” (لو 10: 22). “أَمَّا أَنا فَأَعرِفُه”. اسألوني إذًا أن تتعرّفوا إليه… “لأَنِّي مِن عِندِه وهوَ الَّذي أَرسَلَني”. قولٌ رائع يعبّر عن حقيقة مزدوجة…: الابن يأتي من الآب، وكلّ ما للابن يأتي من الذي انبثق الابن منه. لذلك، نؤمن بأنّ ربّنا يسوع المسيح هو “إلهٌ مِنْ إلَه” (قانون الإيمان)؛ أمّا الآب، فهو ليس إلهًا من إله، إنّما هو الله بكل بساطة. نؤمن أيضًا بأنّ ربّنا يسوع المسيح هو “نورٌ مِنْ نورٍ”، بينما نقول إنّ الآب هو النّور بكلّ بساطة. هذا ما قصده الربّ يسوع حين قال: “هوَ الَّذي أَرسَلَني”.
maronite readings – rosary.team