الأربعاء، ١٩ يناير : القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم
يا له من صيد عجيب للمخلّص! انظروا بإعجاب إلى إيمان التلاميذ وطاعتهم. كما تعلمون، فإنّ صيد السمك يتطلّب انتباهًا متواصلاً. غير أنّهم سمعوا في منتصف عملهم نداء الرّب يسوع، فلم يتردّدوا لحظة ولم يقولوا: “دعنا ندخل إلى المنزل لنكلّم أقاربنا”. كلاّ، بل تركوا كلّ شيء وتبعوه، كما فعل أليشاع مع إيليّا (1مل 19: 20). هذه هي الطاعة التي يطلبها الرّب يسوع المسيح منّا، دون أيّ تردّد، حتّى لو كانت تضغط علينا أمور تبدو ظاهريًّا أكثر إلحاحًا. لذا، عندما طلب شاب أراد أن يتبعه أن يدفن أباه، لم يدعه يفعل حتّى ذلك (راجع مت 8: 21). أن نتبع الرّب يسوع وأن نطيع كلامه هو واجب يسبق الواجبات الأخرى كلّها. قد تقول لي إنّ الوعد الذي قطعه لهم كان كبيرًا جدًّا؟ لهذا السبب، أنا معجب بهم للغاية: في حين لم يكونوا قد رأوا بعد أيّ معجزة، آمنوا بوعد كبير كهذا وتخلّوا عن كلّ شيء ليتبعوه! هذا لأنهم آمنوا بأنهم يستطيعون أن يصطادوا بعضهم البعض بالكلام نفسه الذي اصطادهم به.
maronite readings – rosary.team