الأربعاء، ١ ديسمبر : القدّيسة تيريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس
يا سيلين، لو تُدْرِكين سِرِّ عظمتنا في الرّب يسوع! ذاك ما أراد الرّب يسوع أن يرينا إيّاه عندما أصعدنا إلى الشجرة الرمزيّة التي كنت أحدّثُكِ عنها. والآن، أيّ درس سيعلّمنا؟ ألم يعلّمنا كلّ شيء؟ لنصغِ إلى ما قاله لنا: “انزلوا على عجل، فيجب عليّ اليوم أن أقيم في بيوتكم”. ماذا؟ لقد أمرنا الرّب يسوع بالنزول… فإلى أين يجب النزول؟ يا سيلين، أنت تعلمين ذلك أفضل منّي. مع ذلك، دعيني أقول لك إلى أين يجب أن نتبع الرّب يسوع. في الماضي، سأل تلميذا يوحنّا المعمدان مخلّصنا الإلهيّ: “راِّبي (أَي يا مُعلِّم) أَينَ تُقيم؟” (يو 1: 38) فأجابهم: “إِنَّ لِلثَّعالِبِ، أَوجِرة، ولِطُيورِ السَّماءِ أَوكارًا، وأَمَّا ابنُ الإِنسان فَلَيسَ لَه ما يَضَعُ علَيهِ رَأسَه” (مت 8: 20). هل رأيت إلى أين علينا النزول حتّى نستطيع أن نهيّئ مقامًا للرّب يسوع؟ أن نكون فقراء بحيث لا نملك ما نسند إليه رأسنا. هذا ما فعله الرّب يسوع في نفسي خلال رياضتي. أنت تفهمين أنّ الأمر يتعلّق بالداخل… إنّ ما يرغب فيه الرّب يسوع هو أن نقبله في قلوبنا: لا شكّ في أن تكون قلوبنا فارغة من المخلوقات، لكن يا للأسف! أنا أشعر بأنّ قلبي ليس خاليًا من ذاتي تمامًا، ولهذا أمرني الرّب يسوع بالنزول… هو ملك الملوك، اتّضع إلى حدّ أنّ وجهه أصبح محتجبًا، ولم يتعرّف إليه أحد. وأنا أيضًا أريد أن أحجب وجهي، وأن يتمكّن حبيبي وحده من رؤيته، وأن يكون وحده ليحصي دموعي… وأن يستطيع على الأقلّ أن يسند رأسه الحبيب في قلبي حيث يشعر بأنّه معروف ومفهوم!
maronite readings – rosary.team