الأربعاء، ١ نوفمبر : إسحَق النجمة
يتوقُ الناس بأجمعِهم، ومن دون استثناءٍ، إلى السعادة وإلى النعيم، غير أنّ لدى كل منهم تصوّر مختلف عنها. فهي لأحدهم في شهوانيّة الحواس وفي عذوبة الحياة ولآخر في الفضيلة ولآخر أيضًا في معرفة الحقيقة. لذلك، فالّذي يعلّم الناس جميعهم… يبدأ بتقويم الضالّين ويوجّه الّذين هم في الطريق ويرحِّب بالّذين يقرعون الباب… فالّذي هو إذًا “الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة” (يو 14: 6) يقوِّم ويوجّه ويرحِّب وهو يبدأ بهذه الكلمة: “طوبى لِفُقَراءِ ٱلرّوح”. إن حكمةَ هذا العالم الزائفة، والّتي هي حماقة حقًّا (راجع 1كور 3: 19)، تعلنُ يقينًا دون أن تدركَ ما تؤكّده. فهي تعلنُ طوباويّة بني الغرباء “مَن نَطَقَت بالباطِلِ أَفْواهُهم وَيمينُ كَذِبٍ يَمينُهم” لأنّ “أَهْراؤهُم مُمتَلِئَة تَفيضُ مِن جَميعِ الأَصْناف، وغَنَمُهم آلافٌ ورِبْوات في أَرْيافِهم” (راجع مز 144[143]:7 – 13)، غير أن ثرواتهم كلّها غير ثابتة، وسلامهم ليس السَّلام (راجع إر 6: 14)، وفرحهم حماقة. أمّا في المقابل، فإنّ حكمة الله، الابن بطبيعته، يمين الآب، الفمّ الّذي ينطق بالحقّ، يعلنُ أنَّ الفقراء المعدّين ليكونوا ملوكًا، ملوك الملكوت الأبديّ هم طوباويّون. وكأنه يقول: “أنتم تبحثون عن السعادة، ولكنّها ليست حيث تبحثون، وتركضون، ولكنْ خارج الطريق. ها هو الطريق المؤدّي إلى السعادة: الفقر الاختياريّ من أجلي، هذا هو الطريق. ملكوت السماوات فيّ وهذا هو النعيم. تركضون كثيرًا، ولكنْ بشكلٍ سيء وبقدر ما تُسرِعون تبتعدون عن الغاية … فلنتشجّع أيها الاخوة. نحن فقراء، فلنُصغِ إلى الفقير يوصي الفقراء بالفقر. يمكنُنا الوثوق بتجربته. فقيرًا وُلد وفقيرًا عاش وفقيرًا مات. لم يشأ أن يغتني، نعم، لقد قبِل الموت. لنَثِقْ إذًا بالحقّ الّذي يدلّنا على الطريق نحو الحياة. هو طريقٌ شاق، ولكنّه قصير. أمّا السعادة فهي أبديّة. هو طريق ضيّق، ولكنّه يؤدّي إلى الحياة (مت 7: 14).
maronite readings – rosary.team