الأربعاء، ٢٠ أبريل : القدّيس يوحنّا بولس الثاني
إنّ أسقف روما هو أسقف الكنيسة التي لا تزال موسومةً بشهادتيّ بطرس وبولس… يصف إنجيل القدّيس متّى ويحدّد رسالة بطرس الراعويّة في الكنيسة: “طوبى لَكَ يا سِمعانَ بْنَ يونا، فلَيسَ اللَّحمُ والدَّمُ كشَفا لكَ هذا، بل أَبي الَّذي في السَّمَوات. وأَنا أَقولُ لكَ: أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي، فَلَن يَقوى عليها سُلْطانُ الموت” (مت 16: 17–18). أمّا لوقا، فيشير إلى أنّ الرّب يسوع المسيح أوصى بطرس بأن يثبّت إخوته، فيما يُظهر له في الوقت عينه ضعفه البشريّ وحاجته إلى التوبة (راجع لو 22: 3–32). كأنّما، انطلاقًا من ضعف بطرس البشريّ، بات من الواضح تمام الوضوح أنّ خدمته المميّزة في الكنيسة هي من فعل النعمة… إنّ بطرس، حالاً بعد توليته السلطة، تلقّى تأنيبًا من الربّ يسوع المسيح بقساوة نادرة، قائلاً: “اِنسَحِبْ! وَرائي! يا شَيطان، فأَنتَ لي حَجَرُ عَثْرَة” (مت 16: 23). فكيف يمكننا ألاّ نرى في الرحمة التي كان بطرس يحتاج إليها رابطًا مع خدمة تلك الرحمة نفسها التي كان هو الأوّل ليختبرها؟… ويشير إنجيل يوحنّا أنّه أنيطت ببطرس رعاية القطيع جوابًا عن اعترافه ثلاثةً بالحبّ (راجع يو 21: 15–17)، مقابل نكرانه الثلاثيّ (راجع يو 13: 38). أمّا بولس، فيمكنه أن يختتم وصفَ خدمته بالتأكيد المؤثّر الذي أُعطي له أن يلتقطه من شفتيّ الربّ: “تكفيك نعمتي: لأنّ قوّتي يبدو كمالُها في الوهن”، فيستطيع أن يصرخ لاحقًا: “لأنّي متى ضعُفت فحينئذٍ أنا قويّ” (2كور 12: 9–10). تلك هي إحدى خصائص الاختبار المسيحي الأساسيّة. إنّ أسقف روما، وريث رسالة بطرس في الكنيسة التي أخصبها دمُ زعيمي الرُّسل، يمارس خدمته النابعة من مختلف مظاهر رحمة الله، الرحمة التي تردّ القلوب وتمنح قوّة النعمة، حيثما التلميذ يعرف الطعم المرّ لضعفه وشقائه. إنّ السلطة الخاصّة بهذه الخدمة موضوعة كلُّها في تصرّف تدبير الرحمة الإلهيّة، ويجب على الدوام أن ننظر إليها من وجهة النظر هذه. وسلطانها يُفهم بهذا المعنى. إنّ خليفة بطرس، بارتكازه على اعتراف الرسول الثلاثي بالحبّ مقابل إنكاره الثلاثي، يعرف أنّ عليه أن يكون علامة رحمة. وخدمتُه هي خدمة رحمة، تنبع من عمل رحمة المسيح. يجب على الدوام أن نُعيد قراءة أمثولة الإنجيل هذه كلّها، كي لا يضيع شيءٌ البتّة من أصالة ممارسة الخدمة البطرسيّة وشفافيّتها.
maronite readings – rosary.team