الأربعاء، ٢١ فبراير : القدّيس كيرِلُّس
لقد تمّ اقتيادكم باليد إلى جرن المعموديّة كما أُنزٍل الرّب يسوع المسيح عن الصليب ووُضٍع في القبر الذي أمامنا هنا في كنيسة القيامة. بعد أن اعترفتم بإيمانكم بالآب والابن والرُّوح القدس، غُطّستم في الماء ثلاث مرّات وطلعتم: إنّه رمز للأيّام الثلاثة التي قضاها الرّب يسوع في القبر. ومثلما أمضى مخلّصنا ثلاثة أيّام وثلاث ليال في قلب الأرض، أنتم أيضًا حين تخرجون من الماء بعد الغطس تكونون قد اقتفيتم أثره. عندما غُطّستم، كنتم في الظلمة، لا ترون شيئًا؛ وعندما طلعتم من الماء، أصبحتم أبناء النور. في الحركة نفسها تموتون وتولدون، هذه الماء المخلِّصة هي في الوقت عينه قبركم وأمّكم. وهنالك مفارقة غريبة، نحن لم نمت حقًّا، ولم نُدفن حقًّا ولم نُصلب أو نقم من بين الأموات، لكن ما هذا إلاّ صورة للخلاص؛ وأمّا الخلاص، فما هو إلاّ حقيقة. لقد صُلِب الرب يسوع المسيح حقًّا ودُفن وقام حقيقةً، وهذه النِّعَم كلّها أُعطيت لنا لكي نحصل على الخلاص حقًّا بعد أن نشاركه آلامه باقتدائنا بها. يا لهذا الحبّ الكبير للبشر! غُرزت المسامير في يد الرب يسوع المسيح وتألّم، وأنا، وبدون معاناة ولا ألم، أعطاني الله الخلاص من خلال هذه المشاركة… نحن نعلم جيّدًا بأنّه إذا كانت المعموديّة تطهّرنا من خطايانا وتعطينا الروح القدس، فهي أيضًا الإجابة على آلام المسيح. لذلك قال القدّيس بولس: “أَوَتَجهَلونَ أَنَّنا، وقَدِ اَعتَمَدْنا جَميعًا في يسوعَ المسيح، إنَّما اعتَمَدْنا في مَوتِه…” (رو 6: 3). إنّ كلّ ما تحمّله الرّب يسوع المسيح بالحقيقة وليس بالمظهر، كان لأجلنا ولأجل خلاصنا، ونحن أصبحنا أيضًا مشاركين في آلامه. لذلك تابع بولس قائلاً: “فإذا اتَّحَدْنا بِه فصِرْنا على مِثالِه في المَوت، فسنَكونُ على مِثالِه في القِيامةِ أَيضًا” (رو 6: 5).
maronite readings – rosary.team