الأربعاء، ٢٢ فبراير : القدّيس بطرس خريزولوغُس
يا إخوتي! لقد بدأنا اليوم رحلة الصّوم الكبرى. فلنحمل معنا في سفينتنا كلّ زادنا من الطعام والشراب، ولنضع في الصّندوق الرّحمة الوافرة التي نحن بأمسّ الحاجة إليها. لأنّ صومنا سوف يجوع إن لم يتغذّى من الوداعة ويعطش إن لم يرتوي من معين الرّحمة. صومنا سيعاني البرد والفشل ما لم تظلّله جزّة الصدقة وتلفّه ثياب الشفقة. أيها الإخوة، إنّ الرّحمة بالنسبة للصوم هي كالرّبيع بالنسبة إلى الأرض. كما أنّ رياح الرّبيع الناعمة تجعل كلّ براعم الحقول تتفتّح، كذلك رحمة الصيام تجعل كلّ بذورنا تتفتح حتى الإزهار، وتعطي ثمارًا ليوم الحصاد السماويّ الأخير. وكما هو الزيت بالنّسبة للسّراج، كذلك هي الوداعة بالنسبة للصيام. فكما تضيء مواد الزّيت الدهنية السّراج طوال الليل بواسطة القيل من التّغذية، كذلك تجعل الوداعة الصوم متألقًا: إذ يرسل أشعته لتسطع شمس الإمساك. وكما هي الشمس بالنّسبة للنهار كذلك هي الصدقة بالنسبة للصوم. فبهاء الشمس وضياء النهار يبدّدان ظلمة الغمام والصدقة مصحوبة بالصوم تقدّس النفس، وتطرد بنور الوداعة من رغباتنا كل ما شأنه أن يكون مميتًا. بالمختصر، كما الجسد للنفس، كذلك هو السخاء بالنسبة للصوم. فعندما تخرج النفس من الجسد تميته، وعندما يبتعد السخاء عن الصوم يصبح ميتًا.
maronite readings – rosary.team