الأربعاء، ٢٢ يونيو : القدّيس أوغسطينُس
كانت كلمات المخلِّص غامضة بالنسبة إلى التلاميذ قبل اكتمال الأحداث التي كانت تُنذر بها. وبالتالي: “قالَ بعضُ التلاميذ لبعض: ما هذا الذي يقولُه لنا: “بعدَ قليل لا تَرونَني، ثمّ بعدَ قليل تُشاهدونَني، وأنا ذاهبٌ إلى الآب؟” لم يستطيعوا أن يفهموا، إمّا بسبب الحزن الذي كان يمنعهم من التفكير فيمَ كان يقول لهم، أو بسبب غموض هذه الكلمات التي بدت متناقضة، لكنّها لم تكن فعلاً هكذا. كان بإمكانهم أن يقولوا: إن كنّا نراكَ، كيف يمكنكَ أن تذهب؟ وإن ذهبتَ، كيف يمكننا أن نراكَ؟ لذا، قالوا: “ما معنى هذا القليل؟ لا ندري ما يقول”. في وقت سابق، حين قالَ لهم ربّنا يسوع المسيح: “أنا ذاهبٌ إلى أبي”، بدون إن يضيف “بعدَ قليل لا تَرونَني”، كان يكلّمهم بشكل علني. لكن ما كان يمكن أن يبدو مُبهمًا بالنسبة إليهم، وما كُشِفَ لهم لاحقًا، هو أمر معلوم تمامًا من قبلنا. في الواقع، حصلَتْ آلام المخلِّص وموته بعد فترة قليلة من ذلك، ولم يعد بإمكانهم أن يروه؛ وبعد فترة قصيرة، قامَ من الموت، فتمكّنوا من رؤيته مجدّدًا. وقال لهم أيضًا: “ولا تَرونَني”، لأنّه ما كان يجب أن يروا بعد الآن يسوع المسيح بالطبيعة الفانية التي كان يرتديها.
maronite readings – rosary.team