الأربعاء، ٢٥ يناير : القدّيس غريغوريوس الكبير
“مَثلُ مَلكوتِ السَّمَوات كَمَثلِ رَبِّ بَيتٍ خَرَجَ عِندَ الفَجرِ لِيَستأجِرَ عَمَلةً لِكَرمِه”. مَن يستحقّ أن يقارَن بربّ المنزل هذا أكثر من خالقنا الذي يحكم أولئك الذين خلقهم، ويمارس في هذا العالم حقّ الملكيّة على مختاريه كسيّد على الخدّام الذين يعملون عنده؟ إنّه يملك كرمًا، وهو الكنيسة الجامعة التي أنبتت أغصانًا بقدر ما أعطت قدّيسين، منذ هابيل البارّ حتّى آخر المختارين الذي سيولد في نهاية العالم. استأجر ربّ البيت هذا عَمَلة لزرع كرمه عند الفجر، وعند الساعة الثالثة، وعند الساعة السادسة، وعند الساعة التاسعة، وعند الساعة الحادية عشرة، بما أنّه لم يتوقّف منذ بداية العالم حتّى النهاية، عن جمع المبشّرين لتعليم جماعة المؤمنين. الفجر بالنسبة إلى العالم كان الفترة الممتدّة من آدم إلى نوح؛ الساعة الثالثة، الفترة الممتدّة من نوح إلى إبراهيم؛ الساعة السادسة، الفترة الممتدّة من إبراهيم إلى موسى؛ الساعة التاسعة، الفترة الممتدّة من موسى إلى مجيء الربّ؛ والساعة الحادية عشرة، الفترة الممتدّة من مجيء الربّ إلى نهاية العالم. لقد أُرسِل الرسل القدّيسون للتبشير في هذه الساعة الأخيرة، ورغم مجيئهم المتأخّر، فقد نالوا أجرًا كاملاً. إذًا، لا يتوقّف الربّ في أي وقت عن إرسال عَمَلة لزرع كرمه، أي لتعليم شعبه. ففيما كان ينمّي العادات الحميدة عند شعبه من خلال الآباء، ثمّ علماء الشريعة والأنبياء، وأخيرًا من خلال الرسل، كان يعمل نوعًا ما على زرع كرمه بواسطة العَمَلة. كلّ الذين أضافوا الأعمال الحسنة إلى الإيمان المستقيم كانوا عَمَلة في هذا الكرم.
maronite readings – rosary.team