الأربعاء، ٢٦ يونيو : القدّيس روبرت بيلارمين
ماذا تريد يا ربّ من أبنائك؟ تقول لنا: “اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم”. (مت 11: 29) وكيف يكون هذا النير؟ “إنَّ نِيري لَطيفٌ وحِملي خَفيف” (مت 11: 30) فمن تراه لا يحمل طواعية نيرًا لا يُتعب بل يُشجّع وحِملاً لا يُهلك بل يُريح؟ لقد أضفت بالتحديد: ” تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم”. وما هو نيرك الذي لا يُتعب بل يُعطي الراحة؟ إنها أول وأعظم الوصايا: “أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ”. هل هناك ما هو أسهل، وأجمل وأطيب من أن نحب الطيبة والجمال الذين هم صفاتك أنت تمامًا يا ربّي وإلهي؟ إضافة إلى ذلك، ألا تَعِدُ بمكافأة للذين يحفظون وصاياك الّتي “هي أشَهى مِنَ الذَّهَبِ ومِن أَخلَصِ الإِبْريز وأَحْلى مِنَ العَسَلِ ومِن قَطرِ الشِّهاد؟ (مز 19[18]: 11). نعم أنت تَعِدُ تماماً بمكافأةٍ ومكافأة لا متناهية كما يقول رسولك القديس يعقوب: “طوبى لِلرَّجُلِ الَّذي يَحتَمِلُ التَّجرِبَة! لأَنَّه سيَخرُجُ مُزَكًّى فيَنالُ إِكليلَ الحَياةِ الَّذي وُعِدَ بِه مَن يُحِبُّونَه” (يع 1: 12) … وهكذا يقول القديس بولس مستوحيًا من إشعيا: “ما لم تَرَهُ عَيْنٌ ولا سَمِعَت بِه أُذُنٌ ولا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَر، ذلكً ما أَعدَّه اللهُ لِلَّذينَ يُحِبُّونَه” (1 كور 2: 9). حقًا، “هناك فائدة كبيرة في حفظ وصاياك”. ليست فقط أولى وأعظم الوصايا هي مفيدة للذي يطيعها، وليست فقط لله الذي شرّعها، فالوصايا الأخرى تُكمّل الانسان المطيع، تُقويّه، تُعلّمه وتُبلوّره من أجل أن تجعله طيباً ومباركًا. إن كنت حكيمًا، فافهم أنك خُلقت لمجد الله وخلاصك الأبدي، وأن الهدف ههنا، مركز روحك، وكنز قلبك. فإن بلغت هذا الهدف، ستصبح سعيدًا؛ وإن لم تصل إليه، تصبح تعيسًا.
maronite readings – rosary.team