الأربعاء، ٢٧ أبريل : القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم
قال القدّيس بولس: “إنّ الضُّعْفَ مِنَ اللّه أَوفَرُ قُوَّةً مِنَ النَّاس” (1كور1: 25). أن تكون البشارة من عمل الله، فإنّ هذا واضح. فكيف استطاع اثنا عشر رجلاً، جهلة، أن يفكّروا في هكذا مسعى، هم الّذين كانوا يعيشون قرب بحيرات وأنهار وفي الصحراء؟ هم الّذين لم يزوروا قط المدن وتجمّعاتها، كيف استطاعوا أن يفكّروا في التحرّك ضدّ الأرض بكاملها؟ كانوا خائفين وبدون شجاعة: يُظهر الإنجيليّ ذلك جيّدًا، ولم يُرد أن يعذر نواقصهم ولا أن يُخفيها. هذا برهان قويّ جدًّا للحقيقة. فماذا يقول عنهم؟ عندما أُلقِيَ القبض على الرّب يسوع المسيح، بعدما صنع العجائب الّتي لا تُحصى، هرب مُعظَمُهم، والّذي كان قائدهم لم يبقَ إلّا ليُنكره. عندما كان الرّب يسوع المسيح حيًّا، لم يكن بإمكان هؤلاء الرجال أن يواجهوا اعتداءات أعدائه. وعندما مات وقبر…، كيف تعتقدون أنّهم استطاعوا أن يتحرّكوا ضدّ الأرض بكاملها؟ أما كان يجب أن يقولوا: “لم يكن باستطاعته أنّ يخلّص نفسه، فهل يحمينا؟ عندما كان حيًّا، لم يستطع أن يدافع عن نفسه، والآن وقد مات، أيمدّ لنا اليد؟ عندما كان حيًا، لم يستطع أن يُخضع أيّ أمّة، ونحن سنُقنِع الأرض كلّها بإعلاننا اسمه؟”… إذًا الأمر واضح: لو لم يروه قائمًا ولو لم يحصلوا على إثبات بأنّه كلّيّ القدرة، لما جازفوا هكذا.
maronite readings – rosary.team