الأربعاء، ٢٧ ديسمبر : القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم
لِنَقتَدِ بِرَبِّنا، وَلنُصَلِّ من أجل أعدائنا… لأنّه وهو مصلوب صلّى لأبيه من أجل صالبيه. قد تتساءل: كيف يمكنني الاقتداء بالرّب يسوع المسيح؟ اِعلَم أنّك تستطيع ذلك إذ أردتَ، فلو لم يكن بإمكانك أن تقتدي به لَمَا قال: “اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب” (مت 11: 29)… وإن لم تُرِد أن تقتدي بالربّ، اقتدِ على الأقلّ بخادمه وشمّاسه وأعني القدّيس إسطفانُس. هو في الواقع قد اقتدى بالربّ. كما أنّ الربّ وهو مصلوب بين اللصّين، قد صلّى إلى الآب من أجل صالبيه (راجع لو 23: 34)، هكذا فعل إسطفانُس خادمه، الّذي كان وسط من يرجمونه، والحجارة تنهال عليه من الجميع، فإنّه احتمل الرجم ولم يبالِ بالآلام الناجمة عنه وقال: “يا ربّ، لا تَحسُبْ علَيهم هذهِ الخَطيئَة” (أع 7: 60). أرأيت كيف تكلّم الابن؟ أرأيت كيف صلّى الخادم؟ قال الأوّل: “يا أَبَتِ اغفِرْ لَهم، لِأَنَّهُم لا يَعلَمونَ ما يَفعَلون”(لو 23: 34)، وقال الثاني: “يا ربّ، لا تَحسُب عليهم هذه الخطيئة”. واعلم أيضًا أنّه لم يُصَلِّ وهو واقف، بل ركع على ركبتيه وصلّى بحرارة وخشوع كثير… فالرّب يسوع المسيح قال: “يا أَبَتِ اغفِرْ لَهم، لِأَنَّهُم لا يَعلَمونَ ما يَفعَلون”. وهتف إسطفانس: “يا ربّ، لا تَحسُبْ علَيهم هذهِ الخَطيئَة”، وقال بولس الرسول بدوره: “لقَد وَدِدتُ لو كُنتُ أَنا نَفْسي مَحْرومًا ومُنفَصِلاً عنِ المسيح في سَبيلِ إِخوَتي بَني قَومي بِاللَّحمِ والدَّم” (رو 9: 3). وقال موسى: ” والآنَ إِن غَفَرتَ خَطيئَتَه.. وإِلاَّ فامحُني مِن كِتابِكَ الَّذي كتَبتَه” (خر32: 32). وقال داود: “فلتَكُنْ علَيَّ يَدُكَ وعلى بَيتِ أَبي” (2صم 24: 17)… فقل لي، أي غفران سننال نحن إذا كان الربّ ذاته وخدّامه في العهدين القديم والجديد، كلّهم يحثّوننا على الصلاة من أجل الأعداء، بينما نحن نفعل العكس ونصلّي ضدّهم؟
maronite readings – rosary.team